القاهرة | بعد أيام قليلة على تلويح المخرج الاخواني عزالدين دويدار بمقاضاة مسلسل «الداعية» لأنه يتعرّض لرموز جماعة الاخوان المسلمين (الأخبار 1/6/2013)، أمر النائب العام المستشار طلعت عبدالله بالتحقيق في بلاغ تقدّم به مدير «مركز القاهرة للدراسات السياسية» أحمد مهران ضدّ أسرة مسلسل «مزاج الخير» المقرّر عرضه في رمضان المقبل. طالب مهران بمنع عرض المسلسل في رمضان، معتبراً أن أحداثه «تنتهك حرمة شهر الصوم». البلاغ الذي أمر النائب العام بإحالته إلى نيابات الجيزة، باعتبارها الجهة المختصة بالتحقيق فيه، سيتم استدعاء مقدّمه للاستماع إلى اقواله، وبعدها يقرّر المحقق ما إذا كان سيستكمل التحقيقات فيه فيقوم باستدعاء فريق العمل ومسؤولي شركة «نايل سات» باعتبارها الجهة التي يتم البث الفضائي من خلالها أو حفظه لعدم جديته.

مقدّم البلاغ، وهو نفسه محامي الفنان إيمان البحر درويش، اعتبر أنّ تقديم عمل درامي يظهر أبطاله أنّهم يتاجرون في المخدرات، كان «المقصود به انتهاك حرمة شهر رمضان وإلهاء الصائمين عن أداء فروضهم الدينية»، مطالباً بأن تحمل الدراما قيماً إيجابية للمجتمع.
ويؤدي بطولة «مزاج الخير» كل من مصطفى شعبان، وعلا غانم، ودرة التونسية ومحمد نجاتي، وألّفه أحمد عبدالفتاح ويخرجه مجدي الهواري. وهو فريق العمل نفسه الذي يشارك في مسلسل «الزوجة الرابعة» (بطولة الممثل مصطفى شعبان) الذي عرض العام الماضي. علماً بأن التريلر الذي بدأت المحطات الفضائية في عرضه قبل أيام قليلة أظهر المباراة في تصميم الازياء بين بطلتي المسلسل علا غانم ودرة. تريلر المسلسل أثار حالة من الجدل بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً الاسلاميين الذين كتبوا تعليقات تهاجم المسلسل، لاسيما مع تركيز المخرج على رقصات درة ومشاهد التدخين التي ظهرت بشكل مكثف فيها، وطالبوا بمنع عرض العمل خلال رمضان. وكان التريلر قد حقق نسبة مشاهدة مرتفعة عبر موقع يوتيوب، فتجاوز عدد متابعيه أكثر من 100 ألف شخص، وهي نسبة كبيرة مقارنة بباقي الأعمال الدرامية التي طرح التريلر الخاص بها ولم يتجاوز مشاهديه بضعة مئات، علماً أن العمل تم تسويقه لأكثر من 5 محطات فضائية حتى الآن أبرزها «دريم» و«النهار».
تدور أحداث «مزاج الخير» حول المعلم خميس الذي بدوره مصطفى شعبان. يعمل خميس في تجارة المخدرات ويحقق مكاسب كبيرة بسبب ذكائه، فيما تنشأ قصة حب بينه وبين الراقصة رمانة التي تجسّدها درة، إذ يتعرّف إليها في احدى الصالات ويتردّد عليها بشكل يومي، ما يغيّر مسار حياته، لكنّ والدته التي تجسّد دورها الممثلة سميحة أيوب، ترفض هذا الارتباط. بطلة المسلسل درة التونسية تقول لـ«الأخبار» إنّ الحكم على المسلسل أو غيره لا يمكن أن يكون من خلال التريلر الخاص به، مشيرة إلى أنها لا ترى مبرّراً لهذا البلاغ، لا سيما أنّ العمل حصل على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية قبل بداية التصوير ولا يحوي «ما يخدش الحياء». تلفت الممثلة إلى أنّ رمانة التي تجسدها ترتدي بدلة رقص، لكنها محتشمة مراعاةً لـ«حرمة شهر رمضان»، مؤكدة أنها اتفقت مع المخرج على تفاصيل الدور قبل انطلاق التصوير. اللافت أنّها المرة الأولى التي يفتح فيها النائب العام تحقيقاً في بلاغ ضدّ عمل درامي قبل عرضه، علماً أن اللجوء إلى القضاء كان يحصل من خلال محاكم القضاء الاداري.