لم يكن يوماً عادياً في مبنى «الكونكورد» أول من أمس. الروتين والنظام اليومي المملّ كُسرا فجأة، عندما زار مكاتب «الأخبار» النجم السوري باسم ياخور. بطل «ضيعة ضايعة» قرّر استغلال وقت فراغه قبل موعد إقلاع طائرته إلى دبي، فوصل إلى الكونكورد، وصعد إلى مكاتب «الأخبار»، يرافقه موظّفو الاستقبال وعبارات الإعجاب كعربون محبة يضمنون فيه وعداً بالتقاط ما يحلو لهم من صور. «جودة» لن يحيك لهم المكائد كما كان يفعل مع أسعد، ولن يكون حسوداً كما في المسلسل الشهير الذي لم يجد مدير تحرير «الأخبار» وفيق قانصوه صعوبةً في الترويج له وإقناع عدد كبير من فريق الجريدة، بمن فيهم رئيس تحريرها إبراهيم الأمين بمتابعة حلقاته المتتالية على DVD. لذلك كان أول من استقبله عند باب المصعد، لينقذه من أسطوانة المديح المعهودة، ويبدأ معه رحلة سريعة في مكاتب «الأخبار». وفضّل الزميل حسن عليق الانضمام إلى هذه «الرحلة»، علّها تكون استراحة من متابعة سياسة لبنان المملة. يستمع بطل «الخربة» إلى شهادة الزميلة مهى زراقط بوالده الصحافي السوري إبراهيم ياخور الذي تعرفت إليه أثناء دورة في الصحافة الاستقصائية في الأردن. حديث جدي سريع عن الأب وبرنامجه التلفزيوني الذي تصدى لقضايا فساد في زمن الصمت، يقطعه مدير التحرير ليسمعنا بدماثته المعتادة أجزاء من حوارات «جودة» مع زوجته «ديبة». في مكاتب المصورين، يتوقف بطل «بقعة ضوء»، يتأمل معرض صور دائم للزميلين مروان طحطح وهيثم الموسوي. الأخير عرف كيف يصيغ دقائق الصخب التي سادت الأجواء بصور تذكارية. أما في قسم «ثقافة وناس»، فلن يتمكن أحد من التقاط أنفاسه. بعد تعارف سريع، تقتحم القسم الزميلة ديانا ناصر مع فريق عملها النسائي ليلحقهن الزميل قاسم قاسم، ظناً منه أنّ تظاهرة قامت ضد الطلبات التي لا تنتهي لنائب رئيس التحرير بيار أبي صعب، ويجب عليه المشاركة فيها طالما أنه أمضى حياته متنقلاً من اعتصام إلى آخر! لكن التظاهرة هنا مختلفة وتحتمل تأويلات. مهلاً، «ما حدا يقول مظاهرة بل مسيرات تأييد» يمازحنا باسم ياخور، طالباً من زميلات القسم التجاري الاصطفاف في طابور موحد حتى يلتقطن صورهن من دون إشكالات على الدور. النهاية في مكتب مديرة الموارد البشرية ريما اسماعيل، حيث يتوقف الحديث الكوميدي عند غصة تحرق القلوب، فأين شريكه الطيب «أسعد»؟ النجم السوري نضال سيجري اعتكف في منزله في اللاذقية بعدما بدأ المرض العضال ينهش جسده. هكذا هي الحياة، يعبر الفرح فيها سريعاً ليتأصل الحزن بتفاصيلها. مر الوقت خاطفاً برفقة نجم «المفتاح»، وكاد يفوته موعد الطائرة. هرع مسرعاً، ودّع الجميع على عجل، ولم يبخل على موظف موقف السيارات بصور إضافية. وأبلغنا عندما وصل إلى دبي بدعابة احترف صناعتها: «تفرّجَت عليّ بيروت وأنا أشقّ الطريق إلى المطار. وتفرج رواد المطار عليّ، وأنا أركض وراء الطائرة وأتمسك بأجنحتها. في المرة المقبلة، تخلّوا عن بخلكم لو سمحتم، ولا تنسوا الكاتو».