غزة - عندما عرضت فكرة الفيلم الفلسطيني القصيرCondom Lead للمخرجين التوأم أحمد ومحمد أبو ناصر (1988)، الشهيرين بعرب وطرزان على وزارة الثقافة في غزة، جاء الرفض بحجة أنّه «فيلم بورنو». هكذا، يخبرنا المخرج خليل المزين الذي كتب الفيلم وأنتجه ليحصد أمس جائزة «السعفة الذهبية» للفيلم القصير في «مهرجان كان».
يفتتح الشريط على مشهد لزوجين يحاولان ممارسة الجنس، إلا أنّ أصوات الطائرات الاستطلاعية تملأ خلفية المشهد لتحلّ مكان الكلام، وتمنع الزوجين من الاستمرار. وبعد محاولات متكررة، تقترب الزوجة، وما إن يهم الزوج بتقبيلها، حتى يبدأ قصف حربي جديد يمنعهما من المواصلة، قبل أن يعلو بكاء طفلتهما فتهدئها الأم، وترجع إلى جانب زوجها، وتبدأ بمداعبة قدمه، ليدوي انفجار جديد. يعود بكاء الطفلة مرة ثانية، وبينما تنصرف الأم نحوها، يقوم الأب بنفخ الكوندوم الذي كان يأمل باستخدامه ليحوله إلى بالون. لكن بعد 22 يوماً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يمتلئ منزل الزوجية بالبالونات المشابهة. ولدى أول خروج للرجل إلى الشُرفة، يفاجأ ببالونات «الكوندوم» ترمى من نوافذ القطاع ليكون مشهد النهاية. هكذا، يختصر الفيلم الفلسطيني بأربع عشرة دقيقة معاناة أهل القطاع الإنسانية، مسلّطاً الضوء على التفاصيل التي يغفلها الإعلام عادة، ليركّز على عدد الضحايا وغيرها من أخبار الكارثة. يسخر عنوان الشريط من عملية «الرصاص المصبوب» التي أطلقها الكيان الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة (2008/2009).
من جهة أخرى، يرى المزين أنّ نيل الشريط هذه الجائزة هو دليل قاطع على مهنية المهرجان وموضوعيته وجوائزه، كونه لم ينحز ضد القضية الفلسطينية، وأضاف قائلاً «الفكرة موجودة قبل الحرب، وتمنيت أن تصور داخل القطاع، لكننا عجزنا عن إيجاد ممثلة تجرؤ على إنجاز الدور كما كتب على الورق». أما عرب وطرزان فصرّحا لـ«الأخبار» بأنّ «فكرة الفيلم تلمس المعاناة الحقيقية لأناس آخرين لم تقتلهم النيران، لكنهم ماتوا من الخوف».
بسبعة آلاف دولار، أنتج رشيد عبد الحميد الفيلم ولعب بطولته إلى جانب الممثلة الجزائرية ماريا محمدي، ليتسلّم واحدة من أهم الجوائز السينمائية في العالم. ويبقى السؤال إن كانت الجائزة ستفتح الطريق أمام الشريط لعرضه في أرضه وبين جمهوره، أم ستعاود الحكومة المقالة محاربته؟