كما جرت العادة، كادت مواقع التواصل الاجتماعي أن تنفجر أمس بالتعليقات على فيديو تناقلته وسائل الإعلام المحلية حول اعتداء موكب نجل رئيس الجمهورية ميشال سليمان على حرّاس «الجامعة اللبنانية الأميركية» (الأخبار 16/5/2013). قد يبدو الأمر طبيعياً، لكنّ المفارقة كانت ما ظهر على فايسبوك، وتحديداً في صفحة «حقّك تحكي، حقك تعرف» الخاصة بالبرنامج الذي يعرض على Saida TV (تلفزيون ويب).
نشرت صورة لسليمان بالأسود والأبيض كتب عليها عبارات تنتقد ما حدث أخيراً ومستمدّة من حملة «طز في جلالتك» المصرية، علماً بأنّ الأخيرة طالت الملك السعودي احتجاجاً على اعتقال المعتمر المصري أحمد الجيزاوي بتهمة الإساءة إلى الذات الملكية العام الماضي (الأخبار 28/4/2012).
مَن يتابع الصفحة، يلاحظ انتقادها الدائم لمختلف الرموز السياسية اللبنانية، كما أنّها معروفة بتأييدها المطلق للقضية الفلسطينية ولقضايا العمّال في مختلف بلدان العالم. لكن لماذا هذا الهجوم القوي على رأس الدولة؟ أكد معدّ البرنامج علي خليفة لـ«الأخبار» أنّه «يجوز أن يكون الكلام استفزازياً، ولكنّ تصرّفات المسؤولين أكثر استفزازاً»، سائلاً: «لماذا نلوم المواطن على ردّ فعله ولا نبحث عن التجاوزات؟». وفيما شدد خليفة على أنّ البوست الذي عرضته الصفحة التي يديرها هو «لسان حال أي مواطن عادي، ومجرّد ردّ فعل عفوي»، أوضح أنّ هذه المواد تحقق عادة أكبر نسبة مشاهدة ومشاركة. رغم استدعاء فنان الـ«أندر غرواند» اللبناني زيد حمدان إلى التحقيق عام 2011 على خلفية أغنيته «جنرال سليمان» (الأخبار 28/7/2011)، قال خليفة إنّه ليس خائفاً، وإنّ كل ما يهمّه هو «كسر حاجز الصمت عبر الصفحة والبرنامج كي يتمكّن الناس من التعبير عن أنفسهم بحرّية بلا حواجز».
وفي ردّ على الانتقادات التي غصّت بها الصفحة بعد نشر الصورة المذكورة، نشر خليفة نصّاً استغرب فيه «دفاع البعض عن المسؤول الذي يعتدي علينا، والتهجّم على صفحة أنشئت للدفاع عن الفقير»، مضيفاً أنّ «العيب أن نسكت عن الخطأ».
لا تهدف التقارير التي يبثّها برنامج «حقّك تحكي، حقك تعرف» إلى تحديد الأخطاء فقط، لأنّها «معروفة»، بل إلى «تعرية المنظومة الاجتماعية والسياسية بشكل كامل». ويشدّد علي خليفة على أنّه كما أنّ «حرّية التعبير لا حدود لها على Saida TV، كذلك الأمر بالنسبة إلى مضمون الصفحة على الموقع الأزرق».
وأنجز البرنامج أكثر من 13 تقريراً مصوّراً، كان آخرها مقابلة مع ناصر الدين الطفار من فرقة «الطفّار»، وآخر عن «القانون الأرثوذكسي»، متوافرة على قناته الخاصة على يوتيوب. يعد خليفة بمفاجأة ستطلق يوم الاثنين المقبل عبر تقرير خاص سيتناول صعوبة حياة صيّادي الأسماك في مدينة صيدا الجنوبية، وخصوصاً لجهة عمليات «التزوير والرشوة» التي شابت انتخابات «نقابة صيّادي الأسماك في صيدا».

http://www.saidatv.tv/