يجمع «أشغال داخلية 6» مجموعة من العروض المسرحيّة والراقصة الآتية من بلدان عربية وأجنبية، لتتوزّع على فضاءات عدّة من بيروت. أطول العروض الراقصة هو «رؤوس أقلام/ مفكرة» (15 و16/5 ـ المدينة) لميغ ستيوارت (فرقة «دامِدجد غودز» ــ 120 دقيقة). البحث عن سياقات جديدة للعرض الراقص عبر إعادة صياغة مستمرة لأشكال التعاون بين الوسائط الفنية المختلفة هو أحد أهم الاهتمامات المتكررة لدى هذه الراقصة والكوريغراف الأميركية.
في إطار إقامتها في مسرح «هيبل أم أوفر» في برلين، دعت ستيوارت مجموعة من المؤدين والموسيقيين والفنانين إلى مشاركتها المكان وحسّهم الفنّي ومهاراتهم كحقل تفاعل مفتوح. يتخذ العرض شكله أثناء التمرين الحركي ذاته، وعبر اقتراحات مرتجلة وملاحظات أوّلية، على أمل استكمالها مستقبلاً. ومن لبنان، يقدّم الثنائي لينا صانع وربيع مروّة «33 لفّة وبضع ثوانٍ» (17 و 18/5 ــ المدينة)، المستوحى من انتحار ناشط لبناني شاب. يحاول العرض الذي أخرجه وكتبه الثنائي الإجابة عن أسئلة مثل اهتمام الرأي العام بموت هذا الشاب، إضافة إلى أسئلة ترتبط بمحاولات الاستحواذ على الحدث واستغلاله سياسياً، ومحاولة التخلص من تأثيره المحتمل. ربيع مروة يحضر مجدداً من خلال إخراج نصّ «أمتطي غيمة» بالاشتراك مع سرمد لويس (25 و 26/5 ــ بابل) وبطولة ياسر مروة.
أما الراقص والكوريغراف الفرنسي بوريس شارماتز الذي يستكشف الحركة المعاصرة وتاريخها المعقّد، فيجمع في «فليب بوك» (19 و 20/5 ـ المدينة) مجموعة راقصين من المحترفين والهواة. يتّخذ شارماتز من كتاب «خمسين عاماً» لديفيد فوغان، نقطة لانطلاق العرض. في كتابه، جمع فوغان صور من كل أعمال الراقص الأميركي ميرس كونينغهام على مدى خمسين عاماً. وسيؤديها الراقصون بنحو تسلسلي في العرض.
«الجنة تحت أقدام الأمهات»: من هذا الحديث النبوي، ينطلق مشروع الراقص والكوريغراف التونسي رضوان المؤدب بالتعاون مع توماس لوبران. «الجنة تحت أقدامهن» (21 و 22/5 ـ المدينة) هو عنوان العرض الراقص المنفرد الذي سنشاهده على أنغام قصيدة «الأطلال». يوجّه العمل تحيةً إلى المرأة وشهوانيتها، محللاً الجانب الأنثوي للراقص. من خلال حركتي الحجب والكشف ضمن ثنايا الخشبة، تظهر رؤى وقراءات جديدة للأنثى خارج التحول والتنكر: حركات تمرد، ورقصة للتغيير، وأغنية للحرية. ضمن هذه العروض، لا بد من مشاركة سورية: في «حميمية» (23 و24/5 ــ بابل) للمخرج عمر أبو سعدة (دراماتورجيا محمد العطار)، يلملم الممثل السوداني ياسر عبد اللطيف شتات حياة متقلّبة وصاخبة بين مدينتين: الخرطوم الذي تركها عام 1990 إثر انقلاب عمر البشير، ودمشق حيث عاش لأكثر من 20 عاماً كطالب تمثيل، وكممثل مسرحي وتلفزيوني، وكزوج.
بعدها، ترك عاصمة الأمويين هرباً من الاضطرابات التي فجّرتها الثورة العارمة. إنها حكاية ممثل في تقلبات حياة فريدة، خسر مدينتيه الأثيرتين، وها هو يبحثُ ــ عبثاً ربما ــ عن ملاذ أخير في المسرح!