على باب الفندق البيروتي، يكفي أن تقول إنك تريد أمل عرفة، ليبتسم لك الكلّ؛ فأنت لا تطلب شخصاً عابراً، بل موعداً مع صاحبة تاريخ طويل. إنّها ممثلة ومغنية وراقصة ومقدمة برامج، وقبل كل ذلك مواطنة سورية مرّت أخيراً في بيروت لتسجل عودتها إلى الأضواء من خلال برنامج «نورت» الليلة على mbc. منذ أن فتح الجرح السوري، اعتَكفت ابنة الملحن سهيل عرفة بعيداً عن أي ظهور إعلامي.
انكبت على إنجاز نصّ مسلسلها «رفة عين» بمشاركة السيناريست الشاب بلال شحادات، ثم أدت بطولته أمام كاميرا المثنى صبح، من دون أن تدلي بأي تصريح وسط العاصفة الهوجاء التي تضرب الشام وتضع نجومها على قوائم العار! هكذا، اكتفت عرفة بتفاعل الجمهور مع مسلسلها، رغم عرضه على القنوات السورية فقط في رمضان الماضي. بعد ذلك، عاشت لحظات صعبة في أيار (مايو) 2012، حين دوّى انفجار في حي القزاز في دمشق، فحافلة ابنتيها مريم وسلمى كانت تشق طريقها إلى المدرسة في ذاك الصباح. وعندما أراح قلبها خبر سلامة الباص، قررت الرحيل، واختارت مع زوجها النجم عبد المنعم عمايري دبي مقراً للإقامة.
لكن ما الذي جعلها تخرج عن صمتها الليلة؟ تقول لـ«الأخبار»: «قررت أن أدلي برأيي الذي يشبهني، تماماً مثلما ألتقي بالأصدقاء وأبادلهم الحديث. هكذا سأكون على أي شاشة وفي أي لقاء إعلامي». إذاً، تطلّ عرفة «المعتدلة في رأيها السياسي»، رغم أنّ الموسم المقبل يسجّل غيابها الأول منذ سنين بعد اعتذارها عن عدم تجسيد دور البطولة في مسلسل «حمام شامي» لمؤمن الملا. وعن سبب الاعتذار، تجيب بأنّ تسلسل الأسماء على شارة المسلسل يشكّل أحد أسباب انسحابها، متحفظةً على الأسباب الأخرى. علماً أنّ مصطفى الخاني سيتصدر أسماء الشارة.
تنهي النجمة السورية قهوتها سريعاً وتنجز إجراءات المغادرة من الفندق، مفضّلةً إكمال الحديث سيراً في شارع الحمرا. هنا، تستغلّ وقتها القصير للقاء أصدقائها السوريين الذين اختاروا بيروت إقامةً مؤقتة. تخطف عرفة الأنظار أينما توجهت. يتجمهر حولها المعجبون الذين يحاولون التقاط الصور التذكارية. في أحد مقاهي الحمرا، تجمعها جلسة سريعة مع «شيخ المخرجين السوريين» هيثم حقي الذي حطّ في بيروت سريعاً، ومع ابنته المخرجة إيناس حقي والسيناريست نجيب نصير. جلسة عامرة بالحنين إلى دمشق تبرع عرفة في تحويل تفاصيلها إلى كوميديا خالصة تسرق قهقهة الحاضرين. يعود حقي في حديثه إلى مقال نشره في جريدة «الحياة» السعودية حيث يفنّد الوضع السوري مع إصراره على عدم الإدلاء بتصريح لـ«الأخبار» احتجاجاً على «تحيزها في تغطية الملف السوري».
تنهي عرفة الحديث وتلقي تحية الوداع برنة صوت تختصر تودد النساء الشاميات لأبناء عمومتهن، توزع طاقتها الإيجابية على الجميع وتستعد للرحيل من دون أن تخفي حزنها الممزوج بالأمل: «سأعود إلى دبي... بلاد الغربة، لكنني لا أخفي كم كنت بحاجة إلى هذه الزيارة للقاء أبناء بلدي عساني أصمد أكثر في وجه السعار المحموم».

«نورت»: الليلة 21:30 على mbc