القاهرة | بعد انتظار طويل، وترقب اسم وزير الثقافة المصري الجديد، أعلن مجلس رئاسة الوزراء أخيراً تولي علاء عبد العزيز حقيبة وزارة الثقافة ضمن التعديل الوزاري الأخير. هذه المرة، اختار الإخوان و«حزب الحرية والعدالة» شخصية غير معروفة لتولي وزارة الثقافة، وندرة توافر المعلومات عنه قد تدفع وزارة الثقافة إلى إصدار بيان تعريفي به، ما طرح تساؤلات عن سبب اختيار شخصية لم تتقلد أي مناصب طوال حياتها.
الصحف المصرية لم تتوغل في أي تفاصيل عن وزير الثقافة، واكتفت بفقرة صدرت عن «وكالة أنباء الشرق الأوسط» (الرسمية) تشير إلى أنّ «عبد العزيز التحق بالمعهد العالي للسينما في أكاديمية الفنون، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2008 (موضوعها فلسفة ما بعد الحداثة والسينما)» ويحاضر حالياً في معهد السينما التابع لأكاديمية الفنون.
وفي البحث عن مواقف الوزير البالغ 51 عاماً، نجد أنّه في أيار (مايو) الماضي، وعقب حرق تمثال المخرج محمد كريم داخل حديقة «مدينة الفنون» في الهرم، أطلق الوزير الجديد تصريحات لجريدة «الوطن» أدان فيها وضع التمثال في فناء المدينة، بدلاً من إدانة الحرق! وقال يومها إنّ «التمثال يحوطه الغموض منذ البداية، فمن غير المعروف مَن الفنان الذي صنعه، وكلفة صنع التمثال وكيف وُضع داخل المدينة؟». وفي موقف آخر، بدا عبد العزيز أكثر وضوحاً في انحيازه إلى التيارات الإسلامية وجماعة الإخوان. في آذار (مارس) الماضي، دافع عن فيلم «تقرير» (أول أعمال شركة «سينما النهضة» التابعة للإخوان) الذي صوِّر من دون تصريح الرقابة، ما يُعَدّ مخالفة للقانون. إلا أن علاء عبد العزيز اتهم في حديث لموقع «الحرية والعدالة» مانعي عرض الفيلم لعدم وجود تصاريح فنية ورقابية بـ«ممارسة الفاشية على الإبداع المغاير». من جهته، استشعر الوسط الثقافي أنّ السلطة تتحداه، وتتعامل مع المثقفين باعتبارهم «الحيط المايل» على حد وصف أحمد بهاء الدين شعبان، عضو «اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع». وقد أصدر المثقفون المصريون بياناً أمس، أعلنوا فيه عن رفضهم الوزير الجديد، معتبرين أن هذا التعيين يدل على «قصور في نظرة السلطة المصرية إلى الثقافة والإبداع».
من جهة أخرى، ضم التشكيل الوزاري تكليف أحمد عيسى حقيبة وزارة الدولة لشؤون الآثار، ما يطرح التساؤلات نفسها عن اختيار وزير الثقافة، وخصوصاً أنّ عيسى عضو في «حزب الوسط» الإسلامي والمؤيد للرئيس المصري محمد مرسي. وعلى خلاف المعتاد في اختيار وزير متخصص في شؤون الآثار الفرعونية باعتبارها الجانب الأعظم من آثار المحروسة؛ فقد اختير أستاذ للآثار الإسلامية، يعمل في كلية الآداب في جامعة جنوب الوادي (أقصى صعيد مصر)، في وقت تشهد فيه الآثار الفرعونية إهمالاً جسيماً، بلغ حدّ تعرض ساحة «معبد الكرنك» التاريخية لتلف أرضيتها وأسوارها؛ نتيجة دخول مواكب العرائس والدراجات النارية، بهدف التقاط صور تذكارية أمام آثار المعبد.