مع اقترابه من عامه الأوّل، أطلق «راديو بيروت» (مار مخايل) برنامجاً موسيقياً على صفحته على الإنترنت، أراد من خلاله العودة بالمستمعين في مختلف أنحاء العالم إلى التراث الموسيقي العربي، وتعريفهم في الوقت نفسه بالموسيقى العربية المعاصرة الهادفة أو البديلة، المستقلة، والبعيدة عن الابتذال والتقليد والتجارة.
أصبح للصباح في حانة «راديو بيروت»، أو على موقع الإذاعة على الشبكة العنكبوتية، طعم جديد طربي. ما إن تقترب من الباب أو تنقر على خانة الاستماع المباشر على موقعه، حتى تخرج أصوات أم كلثوم، وعبد الوهاب، وليلى مراد، وسيّد مكاوي، تتخللها تقاسيم على العود لمحمد القصبجي، وفريد الأطرش، أو طقطوقة لسيّد درويش أو دور لزكريا أحمد. لكن هذا الأسبوع، يضاف إلى الباقة التي تتجدد كل أسبوعين، محطات من الأرشيف النادر لأسماء كبيرة مثل صالح عبد الحي، وعبد الحي حلمي، وأبو العلا محمد، وغيرهم ممن سيطربون الجمهور بأداء أدوار وقصائد وموشحّات نادرة وغنيّة، رغم رداءة تسجيلها.
يستمر بثّ التراث الموسيقي العربي من السابعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً بهدف تكريم موسيقى الزمن الجميل وعمالقتها، فضلاً عن ترسيخ (قدر المستطاع) المخزون الموسيقي العربي الذي لن يتكرر في أذهان الأجيال الجديدة. عبر هذه الخطوة، يحاول القائمون على موقع «راديو بيروت» أيضاً إتاحة جو من الهدوء والصفاء في فترة ذروة النشاط والضجيج في العاصمة اللبنانية.
أما طيلة فترة بعد الظهر وحتى المساء، فيخصّص البثّ للموسيقيين المعاصرين المستقلين أكان عبر مؤلفاتهم الخاصّة أم عبر فنانين أعادوا توزيع هذه الأعمال وأدوها باللغة العربية أو غيرها. اللغة هنا ليست أولوية ما دامت الموسيقى هادفة، وصاحبها ينتمي الى خريطة البلاد العربية. المقصود من ذلك هو تسويق الأصوات والمؤلفات والإنتاجات الموسيقية التي لا تملك مكاناً اليوم في الإعلام المرئي والمسموع ولدى شركات الإنتاج التجارية المسيطرة على السوق، إضافة إلى موقع جديد جامع لهذه الإصدارات لبثّها في كل أنحاء العالم. وفي إطار الهدف نفسه، يستمر بثّ جميع العروض الموسيقية الحيّة التي تستقبلها خشبة الحانة الصغيرة.
تتنوع فترة بعض الظهر بين الموسيقى العربية المعاصرة، والروك، والـ«هيب هوب»، والـ«إلكترو بوب»، من خلال فنانين وفرق لبنانية وعربية معروفة مثل «سكرامبلد إغز»، وخيام اللامي، وتامر أبو غزالة (الصورة)، و«كتيبة 5»، مع إمكانية اكتشاف أسماء جديدة. صحيح أنّ البرنامج يبقى ناقصاً، لكنّ محاولات اكماله لا تزال مستمرة مع مواصلة إرسال الدعوات وفتح الباب أمام المنتجين والموسيقيين العرب لإرسال أعمالهم إلى «راديو بيروت»، فضلاً عن الجهد الذي يبذله العاملون فيه لجهة الحصول على أعمال موسيقية جديدة أو قديمة، معروفة أو مجهولة، لبثّها ضمن البرامج ويحتاج أغلبها الى موافقة صاحب الحقوق. (رابط البث الحي).