الحظ العاثر يلاحق «الولادة من الخاصرة 3» (منبر الموتى)، رغم اتفاق جميع نجوم العمل على المشاركة فيه بعد تردد ومفاوضات طويلة مع الشركة المنتجة (كلاكيت) التي بحثت طويلاً عن الخيار الأفضل لتصوير العمل، فاختارت تصويره كاملاً في لبنان بسبب التشابه الجغرافي بينه وبين سوريا، وقد بَذل مهندسو الديكور كل الجهود لتظهر الأماكن كأنها في الأرياف السورية. هكذا، اتفقت «كلاكيت» مع غالبية نجوم الجزءين السابقين (منى واصف، عابد فهد، باسم ياخور، قصي خولي، صفاء سلطان، شكران مرتجى، محمد حداقي وفاد صبيح). كذلك، حلت النجمة سمر سامي ضيفة على «منبر الموتى»، على أن تدور كاميرا المخرجة رشا شربتجي في مناطق مختلفة من شمال لبنان، بعدما شارف السيناريست سامر رضوان على الانتهاء من كتابة حلقاته الثلاثين. وبالفعل، باشرت صاحبة «زمن العار» تصوير مشاهد العمل في منطقة البترون، وتمكّن فريقها من اختيار مواقع تصوير موفقة. لكن أثناء زيارة «الأخبار» لموقع التصوير، فضّلت شربتجي عدم الإدلاء بأي تصريح «من باب الحرص على سلامتها الشخصية وسلامة فريقها الفني» على حدّ تعبيرها. وربما كانت هذه الحركة تجنباً لحدوث أي إشكال شبيه بذاك الذي حصل مع الكوميديان السوري دريد لحام في قرية القلمون اللبنانية أثناء تصوير مسلسله «سنعود بعد قليل» (الأخبار 18/2/2012). ورغم تصوير النجوم عابد فهد وباسم ياخور وقصي خولي جزءاً كبيراً من مشاهدهم في المسلسل الذي كان يفترض أن يعرض على تلفزيون «أبو ظبي» في رمضان، إلا أن سلسلة من الإشكاليات تلاحق هذا العمل وتقف عقبة في طريق إنجازه، إلى درجة أنّه قد لا يبصر النور هذا الموسم. القصة بدأت حين سرّبت مصادر موثوقة لـ«الأخبار» خبراً عن نية جهات أمنية سورية اعتقال كاتب المسلسل سامر رضوان، على خلفية خلاف شخصي حاد مع ممثل سوري شاب اسمه محمد عمر. فيما انتشرت شائعات اعتبرت أنّ نية اعتقال رضوان جاءت بعد قراءة سريعة لنصّ «منبر الموتى»، حيث يهاجم النظام ويحمّله المسؤولية كاملة عمّا يجري من أحداث دامية في سوريا. لكن على أي حال، كي يتمكن العمل من الظهور على القنوات السورية، أو التصوير داخل الأراضي السورية، لا بد له من أخذ موافقة الرقابة. لكن نصّ «منبر الموتى» لم يحصل على هذه الموافقة. ورغم محاولات الشركة المتكررة للحصول عليها، ولو اضطرت إلى تقديم نص مختلف عمّا يجري تصويره، إلا أنّ هذه الموافقة لم تعط بأي شكل. هكذا، صار الفنيون الذين يسافرون من سوريا إلى لبنان يدّعون تصوير مسلسل ثانٍ كي يتمكّنوا من التعاطي مع العدد الكبير من الحواجز الأمنية والعسكرية التي تنصب في عاصمة الأمويين. لكن منذ نحو يومين، قرر مدير الإضاءة والتصوير أحمد الحموي مع الطاقم الفني للعمل المقيم في سوريا إيقاف تصوير المسلسل، والعودة إلى بلده. وهذا ما فعلته المخرجة رشا شربتجي التي تقيم في محافظة طرطوس، وذلك احتجاجاً على تصوير عمل لم يأخذ الموافقة الرسمية من السلطات السورية التي لا يُستبعد عنها اعتقال كل من عمل في هذا المسلسل في حال عرضه، على اعتبار أنه لم يأخذ الموافقة الرسمية. ومَن يدري؟ قد تحاكمهم وفق قانون الإرهاب أو التحريض على التمرد المسلح! علماً أنّ بعض العاملين في المسلسل أكدوا لـ«الأخبار» جرأة النص الكبيرة هذه المرة. من جهة ثانية، قوبلت محاولاتنا المتكررة للاتصال بمخرجة العمل وبعض نجومه ومدير إنتاجه بعدم الردّ، لكن المعلومات المؤكدة أنّ الشركة المنتجة صرفت حتى الآن جزءاً كبيراً من ميزانية العمل وتعاقدت مع محطات تنتظر عرض مسلسل حقق نسبة مشاهدة كبيرة جداً. هذا الأمر سيجعلها تتشبث باستكمال المسلسل واستئناف التصوير، حتى لو اضطرت إلى استبدال المخرجة بمخرج آخر جديد، واستبدال الفنيين الذين لن يغامروا بأنفسهم من أجل إنجاز العمل. ومن المتوقع أن تعود الكاميرا إلى الدوران بعد أيام مع مخرج جديد! لكن الغريب أنّ المسلسل الذي يحاول البعض نسج أساطير عمّا سيقدمه، وكيف سيحاكم النظام السوري، يجسد إحدى شخصياته المغني والممثل السوري محسن غازي، وهو نائب نقيب الفنانيين السوريين وعضو في مجلس الشعب! من الطبيعي أن تمرّ بعض الأعمال بمخاضات عسيرة بسبب الكارثة التي تلفّ سوريا، لكن الغريب أن تتخلى «كلاكيت» من دون سابق إنذار عن طاقهما الفني وعن المخرجة رشا شربتجي التي كانت العرّابة الحقيقية لنجاحات هذه الشركة وشهرتها.



رؤوف الحشاش

يؤدي الممثل السوري عابد فهد دور البطولة الأكثر تميزاً في الجزء الثالث من الولادة من الخاصرة، وهو دور المقدم رؤوف الذي يتعرض لظروف قاسية، وتطرأ على شخصيته تحولات خطيرة. فضابط الأمن الفاسد والمريض النفسي، ينتقل بعد اندلاع الأزمة في سوريا للعمل الميداني، ويشرف على عمليات نوعية للأمن، لكنه ضمن الضغط العالي الذي يتعرض له، يلجأ إلى تعاطي «الحشيش». كل ذلك بعد تصاعد الأحداث وحبكها بطريقة مشوقة. على ضفة ثانية، باشر النجم السوري بتصوير مشاهده أمام كاميرا المخرج السوري الليث حجو في مسلسل لعبة الموت الذي كتبت نصه ريم حنا معتمدة على فيلم (Sleeping With The Enemy)، طبعاً بعد انتهائه من تصوير دوره في مسلسل (سنعود بعد قليل) لرافي وهبي والمخرج ذاته.