باريس | غداً الأحد، يختتم جمال دبوز جولته العالمية لعرضTout sur Jamel (كل شيء عن جمال) التي بدأها في 9 آذار (مارس) في برشلونة. جال الممثل والكوميديان المغربي الفرنسي مختلف عواصم العالم، وصولاً إلى الجزائر العاصمة ووهران قبل أن يحطّ في العاصمة اللبنانية.
دبوز المنحدر من مدينة تازة المغربية، ولد عام 1975 في الدائرة العاشرة في باريس وسط عائلة مهاجرة، متواضعة وكبيرة. استقرت عائلته في الدار البيضاء عام 1976 ثم عادت بعد عامين لتقيم في الدائرة 18 في باريس. عام 1983، انتقلت العائلة مجدداً إلى بلدة «تراب» في إقليم «ايفلين»، حيث سيكتشفه مدير مسرح «ديكليك تياتر» آلان دوغوا، المُلقَّب بـ«بابي». وفي عام 1995، أخرج بابي العرض المسرحي الأول لدبوز C’est tout neuf (هذا جديد تماماً) الذي حقق نجاحاً باهراً. من هنا، انطلقت مسيرة جمال. عُرِض عليه برنامج إذاعي يعنى بالثقافة والسينما يُبث يومياً عبر أثير إذاعة «راديو نوفا». أما بداياته التلفزيونية فكانت عام 1996 حين شارك ببرنامجه الأول Nova Première (نوفا بريميار) على قناة Paris Première، وشارك في بطولة أفلام قصيرة، أبرزها Y’a du foutage dans l’air لجمال بن صلاح الذي نال تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم في «مهرجان كليرمون فيران» لتكرّ سبحة مشاركته السينمائية كشريط «بلديون» لرشيد بوشارب، وNé quelque part لمحمد حميدي. لاقى برنامجه الذي عُرض على Paris Première استحسان قناة «كانال بلوس» التي تعاقدت معه لإنجاز برنامج أسبوعي بعنوانNulle Part Ailleurs. أما في ما يتعلق بـ «كانال بلوس»، فقد واصلت لسنوات عرض سلسلة H التي أسهم في تصويرها شريكاه إيريك ورمزي. جسد جمال في السلسلة شخصية جمال ديدري، المسؤول عن قسم جراحة العظام في أحد المستشفيات في ضواحي باريس.
منذ تلك اللحظة، أصبح جمال ممثلاً ناجحاً وكانت مسيرته المسرحية تتقدم بموازاة نجاحه التلفزيوني والسينمائي. قدّم عروض الـ one man show كـ«جمال على الخشبة» (1999) و«100% دبوز) و«كل شيء عن جمال» (2011) الذي رسم سيرته الذاتية. تنسجم مشاركته في فيلم Né quelque part (مولود في مكان ما) مع المواضيع الكلاسيكية التي يتناولها ويبرع فيها. بين فرنسا والمغرب، ابتكر شخصياته التي أضفى عليها الكثير من روح الدعابة. يتميز أسلوبه بالسخرية من الذات التي تعكس بضحكها التنفيسي تمزّق الشخصيات التي يترافق تاريخها الفردي مع التاريخ العام. فريد شاب فرنسي لا يتقن كلمة عربية، يريد أن يذهب إلى وطنه الأم الجزائر التي لم تطأها قدماه يوماً لإنقاذ منزل والده. لكنّ قريب فريد (جمال) الذي يحلم دوماً بالسفر إلى فرنسا يسرق منه جواز سفره.
تُبنى أعمال جمال على علاقته بفرنسا، الأرض التي استقبلته وكانت سابقاً المستعمِر. ابن الضواحي الفرنسية، سيعرف ككل أولاد المهاجرين الذين وصلوا بعد حرب الجزائر وقطنوا ضواحي البؤس معنى تمزق الهوية. واجه جمال دبوز صغيراً رهاب الأجانب في المدن الكبرى. وبما أنّه مولود في فرنسا، فإنّه يتعرّض للإهانة في المغرب لأنه «محظي».
يكمن جوهر فنه في جرأته على التطرق إلى سيرته الذاتية والتحدث عن تاريخه من دون أن يحُد فنه بالسيرة. على الخشبة، لا نستطيع التمييز بين الحقيقي والمتخيّل في سيرته، هذا الرجل المنحدر من أصول مهاجرة الذي تزوج فرنسية وسمّى ابنه ليون، يجسّد كما كرر دوماً على الخشبة «صراع الحضارات».
ملتزمٌ هو لأنه يمثل وعياً سياسياً يسارياً ينحاز إلى شبان الضواحي الفقراء والمهمّشين. ملتزمٌ لأنّه سخيّ مع المواهب الجديدة من خلال إنشائه «نادي جمال للكوميديا»، ولأنّه يضاعف أنشطته لتوعية أهل الضواحي حول أهمية التصويت، ولأنّه أطلق نداء لجمع تبرّعات لنجدة غزة.
صادقٌ وحقيقي لأنّه يذلّل الحواجز مع الجمهور. يخاطبه على الخشبة، يدردش معه كما يفعل في عرضه المؤثر «كل شيء عن جمال». Stand-Up Comedy مليء بالسخرية والحنان: طفولته في «تراب». اكتشافه المسرح والأدوار التي أداها صغيراً في غرفته، وصفعة والده المحافظ وتعليقه «المسرح للواط»! والتمييز بين «الفرنسيين الأصليين» و«الفرنسيين من أصل مهاجر» بدءاً من مقاعد الدراسة، والفصل بين الشقر الذين «يكدسون المعارف»، والمهاجرين الذين حُكم عليهم بأن يكونوا «الطشّ... والحمد لله».



«كل شيء عن جمال»: 7:30 مساء غد الأحد ـــ «فوروم دو بيروت» (المدور، بيروت) ــ للاستعلام: 01/584584




Quand Jamel Debbouze parodie Kadhafi by TELEOBS