عمل يعجّ بالتفاصيل «السعودية»! نجح الكاتب السعودي محمد حسن علوان (1979) في روايته «القندس» (دار الساقي) في توظيف هذا الحيوان النهري الذي يشتهر ببناء السدود في عرض النهر لحماية عائلته. القنادس هي محور شخصيات الرواية، وحكاياتها التي توزعت بين أحياء الرياض (الناصرية والمربع والفاخرية) حتى لندن وأميركا، حيث السد الأخير للبطل غالب الوجزي. أحياء ومدن عاش فيها القندس غالب المشتّت منذ انفصال والديه. لا ينتمي إلى سد أمه الجديد بعد طلاقها وزواجها برجل آخر، ولا إلى سد بيت العائلة الثالث في الناصرية.
حالة جعلته ضعيفاً وهشاً. يقرر غالب أن يهجر الرياض بعد تفرق عائلته وزواج حبيبته غادة، فيخرج باحثاً عن نهر جديد في مدينة أخرى يستقر فيها. هكذا يهاجر الى أميركا وقد صار في الأربعين بعدما زارها كطالب للمرة الأولى، متناسياً القاعدة الأولى في عالم القنادس: «القندس الذي يسافر كثيراً لا يكتمل سده». هناك، يقايض ذكرياته السعودية مقابل أن يسمح له نهر مدينة بورتلاند ببناء سدٍ في وسطه. تفتح الرواية باب العنصرية القبلية عبر رفض عائلة حبيبته غادة الحجازية مصاهرة غالب المنتمي إلى قبائل الجنوب. يطرق الكاتب باب السياسة من خلال حادثتي عزل الملك سعود بن عبد العزيز وتولية الملك فيصل بن عبد العزيز، وحرب الخليج الثانية التي سرد وقعها على السعودية.
العمل المرشّح ضمن القائمة القصيرة لـ«بوكر 2013» يعكس الواقع الاجتماعي والثقافي وسط المملكة وجنوبها. لغة مغرقة في السرد وكتابة خفيفة حوت شهادات مكرورة أسّست لنظرة الآخر إلى المملكة السعودية، طارقةً باب الدين والعادات والتقاليد ونموذج المرأة السعودية المسلوبة الحقوق. فخ لطالما حال دون خروج الرواية السعودية من هذه الإطارات والعناوين الصغيرة، مقارنة بالكمّ الكبير من الإصدارات السنوية للرواية المحلية.
دار الساقي ـ بيروت