دبي | تواصل «دار كريستيز» في دبي طرح أعمال فنية حديثة ومعاصرة في الشرق الأوسط من خلال المزادين السنويين التي تقيمهما. الأول نظّمته قبل أيام في الإمارة، فيما يُنتظر أن يقام الثاني في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وتقدّم الدار عبرهما مجموعة أعمال لرواد الفن العرب والأتراك والإيرانيين، بعضهم حاضر دائم في الحدث السنوي، إضافة إلى أعمال تعرض للمرة الأولى ضمن مزاد عالمي. علماً بأنّ أرباح العام الماضي وصلت إلى 6.4 ملايين دولار أميركي. في المزاد الأول، احتدمت المنافسة بين الأعمال الفنية الإيرانية والعربية ضمن قالب من التنوّع يجمع بين عراقة الأعمال النادرة لرواد الفن المعاصر، والتوجهات الحديثة لدى الشباب. لم يأت تصدُّر رائعة «الحديقة السرية» (2009) للإيراني فرهاد موشيري (1963) مخالفاً لتوقعات «كريستيز». لكن المفاجأة كانت في السعر الذي حققته اللوحة؛ إذ بيعت بأكثر من 980 ألف دولار، فيما توقّعت الدار حصولها على نصف مليون في حدٍّ أقصى.
وتعدّ هذه اللوحة أحد أعمال موشيري النادرة؛ لكونها تجمع الأنماط المختلفة التي عمل عليها الفنان الإيراني في رحلته المهنية، وقد حلّت «الطريق إلى حلب» للبناني شفيق عبود (1926 ـ 2004) في المرتبة الثانية، محققةً نحو 400 ألف دولار. وتميّز قسم الأعمال النادرة في المزاد باحتلال العربية والإيرانية قائمة الأعمال العشرة الأعلى سعراً. بعد شفيق عبود، دخل عمل سوري بعنوان «حلم» لصفوان داحول (1961) إلى القائمة، تلاه عمل آخر لفرهاد موشيري، ثم مواطنه تشارلز حسين زندرودي (1937)، فالأعمال السورية مع مروان قصاب باشي (1934)، ولؤي كيالي (1934ـــ 1978)، قبل أن تُقفل القائمة على عملين للإيرانيين بارفيز تانافولي (1937)، وسورهان سبهيري.
في القسم الثاني من المزاد الذي باع 93% من الأعمال المعروضة، مالت الدفة لمصلحة الأعمال العربية، فبرزت أعمال لؤي كيالي (صبي الورد) واللبناني بول غيراغوسيان (1926 ـ 1993 ـ لوحته «الزواج») وصفوان داحول. أما لوحة «الملثم» (2010) للفنان اللبناني أيمن بعلبكي، فشكّلت مفاجأة المزاد بعدما تجاوزت قيمتها التقديرية العليا بخمسة أضعاف، محقِّقة أكثر من مئة آلاف دولار. ولعل أبرز مؤشر قدمه المزاد هو التغيير في مفهوم اقتناء العمل التصويري؛ إذ استطاعت أعمال المغربية لالا السعيدي (1956) تحقيق مبالغ مرتفعة غير مسبوقة. فيما تؤكد «كريستيز» أنّ هناك 24% من المستثمرين الجدد دخلوا المزاد هذه الدورة، ما يطرح علامات استفهام حول هوية مجموعة من المقتنين الذين رست عليهم المزايدة عبر الإنترنت؛ إذ أعلن مدير جلسة المزاد أنّ بينهم «إسرائيليين». إذا كان هؤلاء فلسطينيو الجنسية، فهذه بادرة إيجابية، بينما إذا كانوا «إسرائيليين» يستثمرون الأعمال العربية والإيرانية، فتلك قضية لا يمكن فصلها عن القضية المحورية: اغتصاب فلسطين!