القاهرة | «تقاليد «الجزيرة» تمنعنا من الكشف عن الأسئلة مسبقاً، وحواري مع مرسي بدا كأنّه مباشر، وليس مسجلاً». هكذا نفت خديجة بن قنة لـ«الأخبار» ما تردد عن تعرّض الحوار الذي أجرته السبت الماضي مع الرئيس المصري محمد مرسي لرقابة مسبقة، مؤكدة أنّ الرئاسة اطلعت فقط على عناوين المحاور. وقالت الإعلامية الجزائرية إنّ البث انطلق مباشرة من قصر الرئاسة في حدائق القبة في القاهرة إلى مقر المحطة في الدوحة، من دون المرور بعملية مونتاج.
ونفت التصريح الذي نُسب إليها على تويتر ومفاده: «لم أقابل مسؤولاً في حياتي يتمتع بهذا القدر من الإنسانية والتسامح، رغم كل ما يتعرض له من أذى». وشددت على أنّها لا تملك سوى حساب رسمي واحد على فايسبوك. وعن انطباعها عن مرسي، قالت إنّها شعرت «بالصدق في تصريحاته». أما عن سلبية الشارع المعارض تجاه تصريحات الرئيس في الحلقة، فأجابت بأنّها «طرحت عليه كل الأسئلة المهمة، وخصوصاً مسائل تحقّق أهداف الثورة، والعلاقة مع الإعلام والقضاء والمؤسسة العسكرية، وجماعة الإخوان». لكن من الذي اختار بن قنة للمقابلة؟ تؤكد هنا أنّ ترشيحها للحوار حصل من خلال تقاليد اتبعتها إدارة «الجزيرة» طوال السنوات السابقة، وأضافت: «مكتب «الجزيرة» نسّق مع مسؤولي الرئاسة قبل أيام من دون سيطرة من شخص محدّد» وكرّرت أخيراً اعتزازها بالمؤسسة التي انضمت إليها قبل 17 عاماً. وعقب عرض الحوار أول من أمس، سادت حالة غضب في صفوف الإعلاميين المصريين، مع تسريب خبر أنّ المقابلة ستكون مباشرة على خلاف حواراته السابقة مع القنوات المصرية. ورغم عرضه مسجلاً، إلا أنّ نار المنتقدين لم تبرد. نظام المحطة القطرية «الصارم» حال دون تكرار مهزلة حوار مرسي مع عمرو الليثي على «المحور» (الأخبار 25/2/2013). للمرة الأولى، بُثّ حوار للرئيس في موعده المعلَن مسبقاً، وجاء تدخل مقص الرقيب محدوداً، بل شبه معدوم. هي المرّة الأولى أيضاً التي يسمع فيها الجمهور مذيعة تتوجه إلى الرئيس قائلة: «لقد دهمنا الوقت». ولأنّ بن قنة هي أوّل إعلامية غير مصرية تحاور مرسي، فقد جاء أداؤها مرضياً للمؤيدين والمعارضين. الفئة الأولى رأتها نموذجاً للمذيعة «المهذبة التي لا تتعمد إحراج الرئيس». أما المعارضون، فقالوا إنّها «كشفت بمهنيتها مدى مراوغة مرسي في الإجابات». ورأى هؤلاء أنّها تمكنت من تأكيد «مواصلة مرسي إطلاق وعود لا ينفذها، وحصلت منه بنحو غير مباشر على تصريح يؤكد عدم معارضته حصار «مدينة الإنتاج الإعلامي»» الذي نفّذه أنصاره. نجاح آخر سُجّل لبن قنة تمثَّل في عودة نسبة كبيرة من جمهور «الجزيرة» المصري لمتابعتها بعد الجفاء الذي سيطر على هذه العلاقة منذ اختارت المحطة الدفاع عن الحكم الإخواني.