القدس | صفعة جديدة يتلقاها وثائقي «24 ساعة في القدس» الذي تصدّر «شُباك التطبيع». الفيلم الألماني الذي استُدرج إليه مصوّرون فلسطينيون في أيلول (سبتمبر) الماضي، سرعان ما انكشفت رسالته الخبيثة الرامية إلى تصوير القدس «مدينة إسرائيلية موحّدة» بكاميرات فلسطينية وإسرائيلية. انكشف وقوف جهة إنتاج إسرائيلية وراءه هي Israeli Prodco 24 Communications المدعومة من «صندوق القدس للتلفزيون والسينما» و«بلدية أُورشليم»؛ إلى جانب «كُتّاب للإنتاج» الفلسطينية. كل هذا أدّى يومها إلى تعطيل تصوير «24 ساعة في القدس» (الأخبار30/8/2012 ـ 4/9/2012)، وانسحاب أكثر من 20 مصوّراً فلسطينياً. لعلّ هذه المعطيات كانت في بال المصورين الفلسطينيين الذين انسحبوا أيضاً يوم الخميس الماضي الذي حُدِّد موعداً ثانياً للبدء بتصوير الفيلم. انسحاب أكثر من 10 مصورين فلسطينيين هذه المرّة، أدّى إلى اكتفاء المنتج الألماني توماس كوفوس (الصورة) بما جمعه من مواد فيلمية إسرائيلية وفلسطينية وسط المقاطعة الثقافية والمجتمعية لهذا المشروع التطبيعي الذي تخوضه شركته Zero One Film.

رغم هذه المقاطعة، لم يعدم المنتجون وسيلة ضغطٍ لإيقاع المصورين في فخ «24 ساعة في القدس». بعدما علمنا بموافقة «نقابة الصحافيين الفلسطينيين» على اشتراك مصوّرين يحملون عضويتها في الفيلم، فاجأنا أخيراً بيان صادر عن أمانة السر في «منظمة التحرير الفلسطينية» يُصرّح بموافقتها على هذه المشاركة! جاء في البيان: «لا مانع من المساهمة في إنجاز هذا المشروع الذي سيجسّد المعاناة التي يمرّ بها الفلسطينيون يومياً في المدينة بسبب الاحتلال وإجراءاته العنصرية. كما سيسهم في إبراز الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في القدس». قد لا نستغرب هذا البيان الأشبه بـ«صكّ غفران» إذا تذكّرنا كيف وظّفت «سلطة أُوسلو» منظمة التحرير لأجنداتها السياسية (وبيزنس قياداتها؟).
وفيما كان منتجو الفيلم يُصرّحون بأن المشروع أُوروبي فلسطيني مشترك، كان توماس كوفوس يندب حظه لـ«رويترز» بسبب فشل هذه «الخطوبة» بين مصورين فلسطينيين وإسرائيليين. كان المنتج الألماني و«كُتّاب للإنتاج» لصاحبها داود كُتّاب، يأملان إنتاج فيلم على شاكلة «برلين 24» (2008) الذي يصوّر يوميات المدينة بشقّيها الشرقي والغربي. لكن «حملة مقاطعة إسرائيل» والوعي المُقاوم كانا لهما بالمرصاد. يوميات القدس لا تشبه يوميات برلين. وشتان بين باب دمشق (العمود) الذي ما زال يقف فوقه جنديٌ محتل، وبين بوابة براندنبورغ.