تونس | في 25 آذار (مارس) الماضي، بدأت «مؤسسة التلفزة التونسية» بتصوير مسلسل رمضاني اجتماعي جديد بعنوان «الزوجة الخامسة» من تأليف جمال الدين خليف، وإخراج الحبيب المسلماني. يتألّف العمل من 15 حلقة تدور أحداثه قبل «ثورة الكرامة»، فيرصد مجموعة من المواضيع التي كان ممنوعة إعلامياً ودرامياً مثل: الزواج العرفي، زواج القاصرات، التحرش الجنسي والعنف الأسري، إضافة إلى قضايا الفساد وتجارة الممنوعات التي اشتهرت بها العائلات المقرّبة من النظام السابق، وخصوصاً أصهرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
تشارك في العمل نخبة من أبرز الممثلين التونسيين من نجوم الشاشة الصغيرة، مثل: علي بنور، فتحي الهداوي، درصاف مملوك، زكية بن عياد، فتحي المسلماني وحسام الساحلي، فضلاً عن إكرام عزوز، وروضة المنصوري، وسفيان الداهش وغيرهم.
ولمن لا يعرف صانعي «الزوجة الخامسة»، فقد سبق لجمال الدين خليف كتابة مجموعة من أشهر مسلسلات «القناة الأولى التونسية»، أبرزها «المتحدي» (1997)، و«غالية» (1999)، و«حياة وأماني» (2005)، أما الحبيب المسلماني، فعدّ من الجيل المؤسس للتلفزيون التونسي، ومن أهم أعماله «الليالي البيض» (2007)، و«حسابات وعقابات» (2004). ويندرج هذا العمل ضمن أربعة مسلسلات أخرى ستعرض في شهر الصوم تنتجها الفضائيات التونسية كـ«نسمة»، و«حنبعل» و«القناة الثانية للتلفزة الوطنية».
وفيما يعاني الممثلون التونسيون من ركود الإنتاج التلفزيوني خارج شهر رمضان، الذي يمثل الفرصة الوحيدة لهم للعمل، تتحمل التلفزة الرسمية العبء الأكبر من الإنتاج المرتفع الكلفة. وقد تصل قيمة مصاريف إنتاج ١٥ حلقة إلى أكثر من 650 ألف دولار أميركي.
وإذا استثنينا القنوات المذكورة آنفاً، فإنّ باقي القنوات التونسية الناشئة عاجزة عن إنتاج أعمال تلفزيونية، لا ضمن السباق الرمضاني ولا خارجه، علماً بأنّ شاشات مثل «نسمة» و«التونسية» تحقق في هذه الفترة من السنة أعلى نسبة مشاهدة، وتتنافس على المرتبة الأولى. اليوم، تحاول «القناة الأولى التونسية» استعادة المبادرة عبر «الزوجة الخامسة» الذي يعتبر تجاوزاً لكل الخطوط الحمر من حيث المضمون، وهو مسار ميّز فقط القنوات الخاصة. ومن المتوقع أن يثير موضوع العمل الجدل في الشارع التونسي، على غرار مسلسل «مكتوب» الذي أنتجته شركة «كاكتوس» لحساب القناة الأولى قبل الثورة.
شركة أودت بمدير قناة «التونسية» سامي الفهري (1971) إلى السجن بتهمة «استغلال المرفق العمومي والإثراء غير المشروع» (الأخبار 8/4/2013).