القاهرة | أصبح مدير صحيفة «الوطن» القطرية أحمد علي، الصحافي القطري الوحيد الذي حفظ المصريون اسمه عن ظهر قلب. بعدما كانت مواقع التواصل الاجتماعي منبعاً للثورات في العالم العربي، أصبح تويتر مصدراً أساسياً للحرب الكلامية. لم يُعجب الاعلامي القطري بما وصفه «هجوم مقدّم برنامج «البرنامج» باسم يوسف على بلده قطر ورموزها» في إشارة إلى أوبريت «قطري حبيبي» (الأخبار 8/4/2013).
هكذا، قرّر أن يردّ على يوسف بالاسلوب الساخر نفسه الذي اشتهر به الإعلامي المصري، فكتب تغريدات عدة على تويتر، أشعلت غضب المصريين، الذين ردوا عليه بتعليقات سخرت من الأمير حمد بن خليفة وزوجته موزة. أما التعليقات الأخرى، فكانت منطقية، ورأت أنّ يوسف كان يهاجم النظام المصري الذي يتردّد أنه سيبيع أصولاً مصرية إلى قطر. وقد ذكّروا بما قاله يوسف في برنامجه بعد عرض الأوبريت عن أن «المشكلة مش في اللي بيشتري، المشكلة في اللي بيبيع».
وكان علي قد اضطر إلى تجميد حسابه على تويتر بعدما تعرّض لحملة شتائم غاب عنها المنطق على حدّ قوله، فيما لم يكتف المصريون وبعض العرب المناهضين للسياسات القطرية بالردّ على حسابه، بل أسسوا هاشتاغ تحت عنوان «الصحافي القطري». وشهد ذلك الهاشتاغ آلاف التغريدات التي سخرت من الرجل ومن قطر رداً على تغريداته التي عدّوها مهينة بحقّ مصر، إذ رأى أحمد علي أنّ على المصريين أن يكفّوا عن التغنّي بتاريخهم، وأن ينظروا إلى المستقبل، وكتب تغريدات عدة أبرزها «ربما نلحس جزمة أميركا كما تزعم، لكننا لا نسمح لها بأن تدوس بجزمتها رؤوسنا كما تفعل بكم مقابل حصولكم على مساعداتها المالية المشروطة». وكتب أيضاً «أميركا هي الداعم الأول لكم في الشرق الأوسط منذ عقود، وماتنساش معوناتها المالية السنوية المشروطة لكم لتنفيذ سياساتها». وراح علي يقارن بين مصر واليونان قائلاً «هناك دول ترتكز على حضارة ماضيها البعيد مثل اليونان المفلسة، ومصر صاحبة الاقتصاد المتدهور. فبماذا أفادها تاريخها يا صاحب التاريخ؟». أما التغريدة التي كانت الأكثر إثارة لغضب الناشطين المصريين، فكانت «في اليابان قاعدة أميركية وفي ألمانيا أيضاً، وكذلك كوريا التي ربما يكون هاتفك مصنوعاً فيها، فماذا صنعتم أنتم غير أقراص الطعمية»؟ هكذا، اشتعلت حرب قطرية عمياء ارتكزت على العنصرية، وتناست الأهم في كل ما قاله باسم يوسف عن الإخوان، وسياسة النظام القطري (لا الشعب) وأطماعه التوسعية، وتلك الرغبة الجامحة في ابتلاع العالم!



أمير... الظلام

خلال إطلالته أول من أمس ضمن برنامج «مانشيت» (قناة «أون. تي. في») الذي يقدّمه جابر القرموطي، رأى أحمد علي أن أوبريت «قطري حبيبي» إهانة لبلده. تساءل الصحافي لماذا يغضب المصريون من الإساءة إليهم ولا يريدون أن يغضب القطريون من الإساءة إلى الدوحة وأميرها؟ ورفض علي الاعتذار عما كتبه على تويتر. وقال إنّه سيقدم على تلك الخطوة إذا اعتذر باسم يوسف وكلّ من وجّه إهانات إلى قطر أولاً. وشدد الصحافي على أنه وباقي القطريين يعرفون قيمة مصر، ويعلمون «أن نهضتها ستقود الأمة العربية كلها إلى النهوض، لكنهم غير مسؤولين عن عدم حماسة دول عربية أخرى للاستثمار في مصر بالدرجة ذاتها التي تبديها قطر».