باريس | حقّق Art Paris Art Fair الذي اختُتم أخيراً زيادة 11100 في عدد الزوّار (بلغ عددهم 53257 هذه السنة) مقارنة بـ 2012. الملتقى الربيعي السنوي للفن المعاصر، أقيم في «القصر الكبير» في باريس بمشاركة 20 دولة وكانت روسيا ضيفة الشرف. التكامل لا المنافسة يشكّل استراتيجية المفوض العام للمعرض غيّوم بيانس. في غضون سنتين فقط، تمكّن غيّوم من كسب الاستقلالية وفكّ الارتباط بالـ «فياك» (المعرض الدولي للفنّ المعاصر) الذي كان «آرت باريس» ملزماً برفع لائحة المشاركين إليه ليوافق عليها.
مع 140 غاليري، تمكن «آرت باريس» من التوفيق بين الغاليريهات المكرّسة وبين اكتشاف مواهب جديدة. هذه السنة شهدت مشاركات أولى من بعض الدول كالسعودية والإمارات، ومشاركة أوروبية امتدت إلى شرق القارة، لتشمل البوسنة والهرسك، وسلوفينيا وضيفة الشرف روسيا. بالإضافة إلى الفنانين الروس المعروفين كأليكسي فاسيلييف، وأولغا كيسيليفا، وإيريك بولاتوف، رأينا الفنانة الرقمية كاترينا بيلكينا بوصفها اكتشاف المعرض.
إنّها واحدة من كبار المصوّرين الروس المعاصرين تتمتع برؤية خاصة حول الفنّ وجسد المرأة، تعبر عنها في أعمال يحتلها الجسد وتظهر المدينة في الخلفية. تشتغل هذه الفنانة على الفراغ وعلى العلاقة بيننا وبين الفراغ في المدينة: كيف نمضي حياتنا ونحن نحاول ملء الفراغ، في منازلنا وأنفسنا؟ من جهتها، قدّمت الغاليريهات العربية واللبنانية المشاركة أفضل مستوى في أجنحتها: «غاليري تانيت» خصّصت جناحها لفنانة واحدة هي لميا زيادة التي عادت هذا العام بمناخاتها الاحتفالية المبهرجة: ويسكي، وميسر، ونساء عاريات ورموز وأعضاء ذكرية، مع إشارات إلى السينما المصرية والرقص الشرقي وتحية إلى فريد الأطرش وسامية جمال، مع تقديم موضوع جديد هذا العام هو ورق اللعب، وتقنيات جديدة مثل السيراميك. «غاليري مغبغب» عرضت صور هدى قساطلي بعنوان «أيقونات غياب» تظهر منزلاً لبنانياً تراثياً مهملاً كصرخة احتجاج على تدمير المنازل الأثرية اللبنانية، غداة «حفلة» إعادة الإعمار التي تلت الحرب الأهلية.
من جهتها، نجحت «غاليري مارك هاشم» في حشد أفق متنوع من العالم العربي يعكس تيمات متناقضة تراوح بين اندثار القيم «الأخلاقية» الدينية والثقافية وبين واقع قمعي يحاصر الحريات الفردية. هكذا، تجاور عملان متناقضان: صورة للمغربية للا السعيدي تظهر امرأة ممددة على بطنها وكتب على جسدها بالحنّة، ومنحوتة لرؤوس نساء تبدأ من غياب الحجاب، فتصل إلى الحجاب الذي يغطي الرأس ثمّ النقاب. وعملت المصورة الفلسطينية لورا بوشناق على تظهير محو الأمية لدى النساء الفلسطينيات اللواتي تعلمن القراءة والكتابة في عمر متأخر. فيما عبّر الفنان الجزائري ناصر عن رفضه الاجحاف والأذى الذي ألحقته الديانات التوحيدية بالمرأة وخطر الأسلحة عبر منحوتة «أزهار الشرّ» التي تظهر بندقية تغطيها الأشواك. كذلك، عرض اللبناني سامر المعضاد مختارات من مجموعته Mes Arabies التي التُقطت عام 1994 في ليبيا، مصر واليمن. وشاركت الفلسطينية ليلى شوّا عبر «غاليري مارك هاشم» و«غاليري إيمان فارس» في الجناح الذي عُرض فيه أيضاً فيديو للفلسطينية بسمة الشريف بعنوان «قصة الحليب والعسل» التي تروي فشل رجل مجهول في كتابة قصة حبّ في لبنان.
أمّا اللبناني علي شرّي فقد صنع منحوتةً للأغراض التي تستخدم في إحراق الذات، استوحاها من الانتفاضة الشعبية في تونس، فاستكشف الواقع والافتراضي، والسياسي والشعري عبر رؤية منزاحة إلى الثورة. ولا يمكن تفويت غاليري المصوّرة السعودية ريم الفيصل حيث الهوية هي الموضوع: الهوية العمرية، الهوية الجندرية بمعزل الهوية الجنسية. وشاركت «غاليري كلود لومان» أيضاً عبر أسماء رائدة أولها إيتيل عدنان ودفاترها اليابانية، ومعلّقات ضياء العزاوي، والرسومات البارزة لشفيق عبود.