الجميع كانوا بشراً:
البعضُ عادوا إلى بيوتهم مشوَّهين
بأعينٍ ناقصةْ، وأذْرعٍ ناقصةْ، وأحلامٍ ناقصةْ.
البعضُ ما زالوا يتشبّثون بأعلامهم الذابلةْ
حاسدينَ أنفسَهم على ما يُنتَظَرُ من القُبلِ والدموع وأكاليلِ الورد.
البعضُ توقّفوا في منتصفِ الطريق
ليتفرّجوا على الحافلات والمواكب والنساءِ الخارجات لتَنَسُّمِ الهواء خارجَ أقفاصِ العِفَّة.
البعضُ أدركَهم التعبْ.
البعضُ يئسوا من كلّ شيء، وكفروا بكلّ شيءْ.
البعضُ عاتبوا أنفسهم على الوقوع في الأملْ.
البعضُ انتبهوا إلى أنهم كانوا مخدوعين.
البعضُ قالوا: «قيلَ لنا.. وصَدّقْنا».
البعضُ ظلوا مرابطين على خطوطِ تماسِ الخوف
آملينَ أنْ يشهدوا بزوغَ السلامِ
من أنقاضِ حيواتِهم، وأكوامِ خراطيشِ أعدائهم الفارغةْ.
البعضُ قعدوا يبكونْ.
البعضُ، ممّن لم يعودوا صالحين لغيرِ النسيانْ،
اكتفى عمّالُ النظافة
-كمنْ يُوْصِلُ ضالّاً إلى بيتِ ذويه-
بدفنِهم تحت ترابِ خنادقهم
على أملِ أنْ يعودوا إلى أحضانِ حياتهم القديمةْ
بأهْونِ السُّبُلِ وأقلِّ التكاليفْ.
.. .. .. ..
الجميعُ: كانوا.....
13/2/2011