رحل المنتج أديب خير قبل أن تكمل السيناريست السورية ريم حنا كتابة مسلسل «لعبة الموت» الذي اتفقا على إنجازه، معتمدة على فكرة فيلم Sleeping With The Enemy (1991) للأميركي جوزف روبن الذي اقتبسه عن رواية بالعنوان نفسه لنانسي برايس. لكن شركة «سامة» أصرت على إنجاز المشروع عقب رحيل مؤسسها. بعد تأجيلات عدة، عقدت أمس مؤتمراً في أحد فنادق بيروت بحضور أبطال العمل، سيرين عبد النور (نايا) وماجد المصري (رأفت) وعابد فهد (عاصم) وفي غياب مخرجه الليث حجو الذي اختار الابتعاد عن أي ظهور إعلامي منذ فترة.
هكذا، كشف المؤتمر عن انطلاق التصوير مطلع نيسان (أبريل)، على أن تتنقّل الكاميرا بين مصر ولبنان. بداية، شرحت حنّا عن سبب اختيارها فكرة الفيلم، لافتةً إلى انجذابها إلى مشاعر التملّك والعشق التي يكنّها الرجل لزوجته في الشريط وما يتبعها من أزمات توصله إلى درجة الأذية. رأت صاحبة «ذكريات الزمن القادم» أنّ الحالة تضيء على مشاكل تخص أعماق النفس البشرية التي تبحث عن المبرّرات باستمرار. وأفصحت حنا عن خوفها من المقارنة بين الرواية والعمل التلفزيوني الجديد، لأنها لا تصبّ في مصلحتها. فقد سبق أن عانت من تلك المشكلة بعد تحويلها رواية «ذاكرة الجسد» لأحلام مستغانمي إلى مسلسل، معتبرة أنّها لو كتبت ذلك السيناريو بنفسها من دون الرواية، لكان ذلك أفضل لها. في حديث مع «الأخبار»، تقول حنا بأنّها كتبت نصّها الخاص، ولم تستفد إلا من روح الفكرة التي شاهدتها في الفيلم من دون تمكنها من الحصول على الرواية الأصلية. بدوره، تحدث عابد فهد عن الشخصية التي يؤدّيها، معتبراً أنّها ليست بعيدة عن مجتمعنا العربي، فهناك نساء يهربن من أزواجهن جراء الحصار الذي يتعرضن له. فيما أفصح نجم «مرايا» أنّه لم يحضر الفيلم بل شاهد «بروموشن» عنه وقرر ألا يشاهده كي لا يتأثّر بأداء بطل الشريط الأصلي. ورداً على سؤال «الأخبار» عن مدى وقوع الدراما السورية اليوم في حالة التغريب التي وقعت فيها الدراما العراقية اثر سقوط بغداد وعجزها عن مواكبة الواقع الدامي الجديد، ردّ عابد فهد بأنّ هناك مشاريع تصنع حالياً وتتخذ من الأزمة السورية وتداعياتها مادةً لها، منها مسلسل «سنعود بعد قليل» لرافي وهبي والليث حجو ويلعب فهد أحد أدواره. لكنه أضاف «بما أنّه على الدراما تحقيق شرط الترفيه، فيُفترض أن تنأى بعض الأعمال عما يحدث وعن الموت اليومي خصوصاً أنّ المواطن السوري ملّ نشرات الأخبار، وقد شوهته الأحداث الدامية. ربما يصلح أن يشاهد قصصاً مختلفة إلى حد ما». وأكدت ريم حنا في ردها على سؤالنا أنّها قررت أن لا تكتب في عين العاصفة، بل تحتاج إلى وقت حتى تستطيع تقييم ما كان يجري على الأرض، وبناء وجهة نظر تمكّنها من صناعة نص درامي محكم يحاكي الوضع، وأضافت أنّه سبق لها أن كتبت «رسائل الحب والحرب» الذي تناول مرحلة حرجة في تاريخ سوريا ولبنان خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بعد مرور زمن طويل على تلك الأحداث. فيما شبّه أحد الحضور مشاعر الحبّ والشغف والتملك التي يكنّها رجل لزوجته في الفيلم بعلاقة أي مواطن بأرضه مهما اختلف انتماؤه، وهو ما وافقت عليه حنا. ثم عاد عابد فهد ليؤكد بأنّه سيحرص على أن يكون أداؤه مختلفاً عن أدائه لشخصية المقدم رؤوف في «الولادة من الخاصرة»، على اعتبار أنّ هناك تقاطعات عدة بين الشخصيتين. علماً أنّ فهد يجسد شخصية زوج المرأة في المسلسل. بدوره، نوه النجم ماجد المصري إلى أنّه أمام التجربة التلفزيونية الأولى التي تجمعه بنجوم من سوريا ولبنان. وأضاف أنّ الإعلام يسهم في نقل صورة مبالغ فيها عما يحدث في الوطن العربي، مشدداً على ضرورة التنبّه لهذا التفصيل، «فهناك الكثير من الناس يعيشون حياتهم بشكل طبيعي رغم وجود التوتر». أما الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، فقد اكتفت بتوجيه تحية إلى الراحل أديب خير، معربةً عن إعجابها بعابد فهد (بموت عليه) في موازاة حالة الغنج والأحاديث العابرة التي لا تمت لموضوع العمل بصلة!
العمل الذي يربو على ثلاثين حلقة، سيعرض في رمضان على قناة cbc المصرية، ويجري التفاوض حالياً مع قنوات أخرى لشرائه كي تكون النتيجة هي نهوض شركة «سامة» بعد تلقيها ضربة تحت الحزام أفقدتها الرجل الأول فيها، لتؤكد بقاءها في ساحة التنافس. وقد يكون مسلسلها الوحيد لهذا العام واحداً من أكثر الأعمال مشاهدةً في الموسم الرمضاني بفضل أبطاله وقصته المشوقة.