من المقرر أن تُحيي فرقة Guns N’Roses الأميركية حفلتها المنتظرة في «فوروم دو بيروت» في 30 آذار (مارس) الحالي بدعوة من شركة JK58. تأسست فرقة Guns N’Roses في كاليفورنيا في عام 1985، لكن وحده المغني الأساسي أكسل روز بقي من التشكيلة الأساسية للفرقة حتى اليوم. حالياً، تضمّ الى جانبه عازف الكيبورد ديزي ريد، وعازفي الغيتار دي دجاي أشبا، ورون «بامبلفوت» ثال، وريتشارد فورتوس، وعازف البايس تومي ستينسون، وعازف الدرامز فرانك فيرير، إضافة الى عازف الكيبورد كريس بيتمان.
تندرج أمسية الفرقة في لبنان ضمن إطار جولة عالمية قادتها الى أوستراليا وشانغهاي، مع حفلات ما زالت تُباع بطاقاتها بالكامل، وهو دليل على أنّ المشكلات التي مرّت بها وتغيير أفرادها أمرٌ لم يؤثر سلباً في شعبيتها.
في الصيف الماضي، استضاف «مهرجان بيبلوس» عضواً سابقاً من الفرقة، هو عازف الغيتار الشهير سلاش الذي أتى يرافقه المغني مايلز كيندي. وكان قد أدّى بعضاً من نجاحات الفرقة مثل Paradise City
وSweet Child Of Mine وغيرهما.
تبرز أهمية فرقة Guns N’Roses في إحيائها موسيقى الروك في وقت كان فيه هناك ميل واضح الى الموسيقى الراقصة والـ«غلام الميتال» في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم. في حزيران (يونيو) 1985، انضمّ عازف الغيتار سلاش الى الفرقة بطلب من أكسل روز وإيزي سترادلين، واكتملت لاحقاً مع انضمام داف ماك كيغان وستيفن أدلر الى عدادها. كانت البداية في النوادي الليلية، وكانت الفرقة تفتتح حفلات موسيقية لفرق أخرى معروفة في ذلك الوقت على غرار الـ«رولينغ ستونز». بين عامي 1985 و1986، ألّف أفراد الـ Guns N’Roses معظم أغنياتهم الكلاسيكية مثلWelcome to The Jungle وSweet Child O’ Mine وParadise City.
يمكن أن نقول إنّ Sweet Child of Mine كانت من أبرز تلك الأغنيات على المستويين النقدي والجماهيري. وردت في ألبومهم الأول Appetite for destruction (1987). وشكّلت مقاطع سلاش المنفردة على الغيتار وتقنيته البارعة من نقاط القوة في الأغنية. وأقرّ الفنانون في ما بعد بأن الأغنية كُتبت في غضون خمس دقائق فحسب، وأن مقاطع سلاش المنفردة كانت في البدء نوعاً من المزحة.
تمزج موسيقى Guns N’Roses بين الـ«بانك روك» والـ«بلوز روك» والـ«هيفي ميتال» والـ«غلام روك». في تسعينيات القرن المنصرم، أدخلت الفرقة بعض التغييرات من ناحية الآلات الموسيقية، فأضيفت الآلات ذات الـ«كيبورد» وبعض آلات النفخ. تحدّث أكسل روز في مقابلات عدة عن تأثر أسلوبهم بفرق أخرى كالـ Queen والـ Rolling Stones و Led Zepplin. ولا شكّ في أنّ ما ورد من وصف لموسيقى الفرقة في عدد حزيران (يونيو) 1988 لصحيفة «كيرانغ!» المتخصصة في موسيقى الروك يعطي فكرة واضحة عن أسلوبها: «لا يتمتعون بمظهر جذاب، وليسوا وسيمين، لكن موسيقاهم قد تكون جميلة، بشعة أيضاً، وثقيلة طوال الوقت». وفي عام 1992، أصدر الصحافي البريطاني المتخصص في الشؤون الموسيقية ميك وول كتاباً بعنوان «Guns N’Roses: أخطر الفرق في العالم»، فباتوا يعرفون بهذا اللقب عالمياً. بعد طرد عازف الدرامز ستيفن أدلر من الفرقة بسبب تأثير إدمانه المخدرات على أدائه في مطلع التسعينيات، استُبدل بمات سوروم الذي يعتبره أكسل روز منقذ الفرقة. كان لهذا التغيير أثر على أسلوب الفرقة الذي بدأ يميل الى الـ«هيفي ميتال».
في عام 1991، أصدرت الفرقة الجزء الأول من Use Your Illusion، ومعه أغنيات ستصبح معروفة جداً أيضاً على غرار Don’t Cry وNovember Rain وEstranged. هنا، لجأ الموسيقيون الى تنويع أسلوبهم مع الاستعانة بأوركسترا كاملة. لكن في هذه الأثناء، كانت الفرقة قد بدأت تتفكك، مع محاولة أكسل روز السيطرة على كلّ شيء. هكذا، أعلن سلاش في تشرين الأول (أكتوبر) 1996 أنه سيكمل مسيرته منفرداً. وخلافاً لما تردد، لم يكن قراره متعلقاً بخلافات فنية بينه وبين أكسل روز، بل بسبب ميل الأخير الدائم إلى السيطرة وطريقة تعاطيه مع الجمهور التي تفتقر إلى الاحترام، وخصوصاً أنّ روز معروف بميله الى التأخر عن مواعيد حفلاته. مسيرة الفرقة لم تخل من الجدل، كما هي حال عدد كبير من فرق الـ«هارد روك». اعتُبرت أغنية One in a Million عنصرية نظراً الى تضمّن كلماتها اتهامات مباشرة للمهاجرين وتهجّماً على السود وعلى مثليّي الجنس. لكنّ أكسل روز أنكر هذه الاتهامات في البدء، ليقرّ في ما بعد بأنّه استوحاها من بعض الحوادث التي حصلت أمام ناظريه.
لم يعد هناك من جديد حقاً تقدّمه الفرقة في السنوات الأخيرة، فكان آخر ألبوم لها بعنوان «الديموقراطية الصينية»Chinese Democracy (2008). لم يرتق هذا العمل الى مستوى بدايات الفرقة، إلا أنه حصد على العموم آراءً نقدية إيجابية. وفيما يترقّب معجبو أشهر فرقة «هارد روك» بتوق حفلتها في لبنان، دعت «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» الى مقاطعة الحدث، والسبب أداء الفرقة «النشيد الوطني الإسرائيلي» (هاتيكفاه) خلال حفلتها في تل أبيب في تموز (يوليو) الماضي. وكانت حفلة فرقةRed Hot Chili Pepper قد واجهت الأمر نفسه في أيلول (سبتمبر) الماضي بعدما غنّت في تل أبيب، ما دفع فرقة «مشروع ليلى» الى إلغاء مشاركتها في افتتاح الحفلة. إلا أنّ المنظّمين في شركة Jk58 ليسوا قلقين. برأيهم أنّ «الهدف من الحفلة هو وضع لبنان على خريطة الموسيقى العالمية واستقطاب فرق لها أهميتها في المجال». يبقى أن نعرف أي فرقة لبنانية ستنال موافقة إدارة Guns N’ Roses للمشاركة في الافتتاح، علماً بأن أسماء عدة مطروحة الآن، من بينها Wanton Bishops وLazzy Lung وNear Surface.