القاهرة | تنطلق الدورة الخامسة من «مهرجان القاهرة الدولي للجاز» خلال الفترة من 21 حتى 23 آذار (مارس). تشهد هذه الدورة تحسينات عدة مقارنة بالنس السابقة بعد النجاح الذي حققه كمناسبة ثقافية وفنية متميزة. الجديد هذا العام أنّه جرى نقل حفلاته الى «حديقة الأزهر» بدلاً من «ساقية الصاوي»، حيث شهدت حفلات الدورات السابقة مشكلات تقنية عدة. القائمون على الحدث مصمّمون على إحيائه رغم الاضطرابات التي تعيشها القاهرة.
تنظم المهرجان شركة «أغوا للإنتاج الفني» و«الجمعية المصرية لموسيقى الجاز» التي أسسّها العازف عمرو صلاح، صاحب فرقة «افتكاسات». يستضيف المهرجان هذا العام نخبة من فرق موسيقى الجاز العالمية.
تشارك في هذه الدورة 14 فرقة من الولايات المتحدة، والنمسا، والمغرب، واليابان، والبرتغال، ولبنان، وهولندا، وفرنسا، وبلغاريا، وليتوانيا، والبرازيل، وكندا، وإنكلترا وألمانيا، إضافة إلى صفوة فرق الجاز المصرية مثل «افتكاسات» و خماسي رامي عطالله، وعلي الفاروق، و«مجموعة ميغال أمادو» (البرتغال) كي جي دينهرت (الولايات المتحدة)، دانيوس بلوسكاس (ليتوانيا)، «جي إم إتش أو» (النمسا)، متكو راسيف (بلغاريا)، ميكاريمبا (اليابان)، ثلاثي نيل كويلي (إنكلترا)، لكنّ المناسبة الأهم ترتبط بحفل الافتتاح الذي يقدمه للمرة الأولى في القاهرة البرازيلي جيلبرتو جيل (21/3 ـ س:9:30) ويتميز جيل الذي شغل منصب وزير الثقافة في بلاده، بمسيرة فنية مليئة بالنجاحات تمتد على مدى 46 عاماً.
بدأ بالعزف على الأكورديون في الخمسينيات مستلهماً ألحانه من الراديو وأناشيد مدينته الدينية حتى تأثر بإيقاع «البوسا نوفا»، فترك الأكورديون واتجه إلى الغيتار وهو محور موسيقاه حتى الآن. استمر في إنتاجه الفني ليقدم حتى الآن 52 ألبوماً ويبيع 4 ملايين نسخة ويحوز 9 جوائز «غرامي». وتشارك المطربة المصرية دينا الوديدي في تقديم دويتو مع جيل بعد نجاح تجربتهما المشتركة التي جرى تقديمها في أكثر من مدينة عالمية. وكان تعاون فني قد نشأ بينهما العام الماضي من خلال شركة «رولكس» الشهيرة للفنانين المتميزين في الكثير من المجالات من رسم ومسرح وغيرهما. وقد تشاركا منتصف العام الماضي في أول مشاركة فنية في مهرجان «باك تو بلاك» في لندن، وتوالت الأعمال بينهما، فشاركته الغناء في الكثير من المهرجانات الدولية، علماً أنّ الوديدي بدأت عملها مع فرقة «الورشة» المصرية عبر تقديم السيرة الهلالية بطريقة معاصرة لفتت اليها الأنظار بقوة.
وترافق المهرجان مجموعة من الفعاليات أبرزها «بازار» يقام في «درب 1718» في منطقة الفسطاط، إضافة الى ورشة عمل في الجاز للأطفال ولمحبّي الموسيقى من مختلف الأعمار تقدّمها الهولندية سوزان أوفرمير مع فرقتها «جاز فور كيدز» على «مسرح درب» يومي22 و23 الشهر الحالي ضمن إطار برنامج «جازينينو».
رئيس المهرجان عمرو صلاح رأى أنّ سوزان تتميز بأسلوب فريد في العزف، وتتسم طريقتها بالبساطة، فهي متخصصة في تقديم وتطوير برامج تعليمية للأطفال لتعريفهم بموسيقى الجاز، وخصوصاً في مراحل التعليم الأولية، وهو ما يواكب ورش العمل التي ينظمها المهرجان كل عام على هامش فعالياته.
يبقى جمهور المهرجان على وعد بحفلة كبيرة في الختام يحييها زياد الرحباني للمرة الثانية في تاريخ المهرجان بعد الأمسية التي قدّمها في العاصمة المصرية عام 2010 وجرى تكريمه فيها تقديراً لاسهاماته باعتباره رمزاً من رموز الموسيقى في المنطقة العربية. مع ذلك، تواجه أمسية زياد رفضاً الكترونياً واسع النطاق، إذ دعا عدد من الناشطين الى تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بالحفلة بسبب موقف زياد الرحباني من «الثورة» السورية. وقد أثارت هذه الدعوات انقسامات في الصفوف المناهضة لزياد الكترونياً. بينما دعا البعض الى وقفات متحضّرة لاعلان رفضهم موقف زياد السياسي من دون الغاء الحفلة، هدد آخرون بمنع إقامة الحفلة بالقوة إذا لم يستجب لهم المنظمون. من ناحيته، أكد رئيس المهرجان عمرو صلاح أنّ هذه الدعوات ممارسة لفعل الاختلاف الذي أقرته الثورة المصرية وهي حق من حقوق التعبير، لكنّه أشار إلى أنّ دعوات المقاطعة جاءت من صفحة صغيرة على موقع الفايسبوك، وجرى إغلاقها لاحقاً، كما أنّ النقاشات في أغلبها أكّدت على تميز مشروع زياد الموسيقي. ودافع صلاح عن مواقف زياد السياسية، مشيراً إلى أنّه صاحب آراء سياسية واضحة جداً. و«طوال عمره، وقف إلى جانب الشعوب، فهو لم يكن يوماً بوقاً لأي نظام، لنأتي اليوم ونتهمه بهذه التهمة».



«مهرجان القاهرة الدولي للجاز»: بدءاً من اليوم حتى 23 آذار (مارس) ــــ «حديقة الأزهر»، القاهرة
www.cairojazzfest.com