كي يَطمئنّ إلى أنّ أَجْرهُ مُحلَّل، والموتَ الذي يصنعه حقّ،
أشياء كثيرة يتوجّب على القنّاص أن يفكّر فيها:
أن يعرف اتجاهَ وسرعةَ الريح.
أن يكون دقيقاً في تقديرِ المسافة.
أن يعملَ حساباً لنبضةِ دمهِ في السبابة حين يضغط على الزناد.
أن يحبسَ شهيقَهُ في أمعائه.
أنْ.... أسفلَ ومنتصفَ الهدفْ.
أنْ .....كثيرٌ وكثيرْ.
ثمّ: تَحفيزُ الكراهية
وعدمُ نسيانِ «بسم اللّه».

لكنْ
ثمة شيئان يتوجّبُ على القنّاص ألاّ يفكّر فيهما أبداً:
العدالة.. وألمُ ضحيّتِه.
21/1/2011




أدوات القيامة



الذين يعرفونني يُصَدّقون:
حين كنتُ لا أزالُ فتىً
كنتُ أقول، كمنْ يهدّدُ العالمَ بيومِ قيامةِ العالم:
«على الشاعر أن يكون منقذاً أو شهيداً».
وبقدْر ما كنتُ طائشاً وأحمق
كنت أُصَدِّق.

الآن، وقد اهترأ العقلُ واللحمْ،
الآن، وقد نفدَ الأملُ ونفدت الطريقْ،
الآن، وقد أخفقَ الصارخُ وأخفقَتِ الصرخةْ،
صرتُ، كمنْ يواسي نفسهُ في جنازةِ نفسهْ،
أكتفي بهذه التعزية الفقيرة:
«على الشاعر أن يحلم...».

وهكذا، يأساً بعد يأس، وموتاً بعد موتْ
لم يبقَ لي من أدواتِ القيامةِ غيرُ أنْ أحلمْ:
أحلمُ ألاّ أقعَ في الموت ساكتاً.
أحلمُ ألاّ يكون ما بقيَ من الحياة
أقلَّ رحمةً مما سبقَ أنْ كانت عليه الحياةْ.
أحلمُ الرأفةَ.
أحلمُ نيابةً عمّن
لشدّةِ ما تعبوا
لم يعودوا قادرين حتى على مزاولةِ الأحلامْ.
أحلمُ ما لا يُستطاعْ.
21/1/2011