لا تكاد دورة من «مهرجان أيام بيروت السينمائية» تخلو من مشاركة المخرجين اللبنانيين جونا حاجي توما وخليل جريج. بعد «بدي شوف» الذي عُرض خلال الدورة الأخيرة بحضور الممثلة الفرنسية كاترين دونوف، قدم حاجي توما وجريج ليلة السبت الفائت فيلمهما الوثائقي الجديد «النادي اللبناني للصواريخ». في لبنان الستينيات، قبل أن تمتلك إسرائيل منظومة سلاح صاروخية، وحين كان العالم خلال الحرب الباردة يتسابق على التسلح وتطوير الأسلحة، كانت تصنع الصواريخ الأولى وتجرّب في «جامعة هايكازيان» في بيروت. في مطلع الستينيات، قام مانوغ مانوغيان الأستاذ في «جامعة هايكازيان» مع طلبته بتصميم صواريخ وإطلاقها بهدف دراسة الفضاء واستكشافه. مشروع تلقفه الجنرال في الجيش اللبناني يوسف وهبه، وعاون الأكاديميون في تطوير وتنفيذ تجارب ترجمت في صواريخ «أرز ١» حتى «أرز ٨». علماً أنّ الجيش اللبناني كان يملك مخططاً سريّاً لتطوير تلك الصواريخ لأهداف عسكرية. لم تكن تلك الصواريخ أقلّ شأناً يومها من التجارب العالمية في علم الصواريخ. «أرز ٤» الذي كان من أنجح التجارب، كاد يحدث مشكلة ديبلوماسية إقليمية وصلت تفاعلاتها إلى الأمم المتحدة إثر انطلاقه من منطقة ضبيّة، وسقوطه في المياه الإقليمية القبرصية، قرب بارجة إنكليزية. مشروع الصواريخ الأول في المنطقة الذي رعته الدولة للبنانية أيام الرئيس فؤاد شهاب، وأُنتجت طوابع بريدية تكرس أهميته على صعيد الوطن، أُوقف عام ١٩٦٧.
اكتشف المخرجان ذلك عبر صورة وجداها لصاروخ «أرز ٤» ضمن أرشيف «المؤسسة العربية للصورة». قادهما ذلك إلى مقابلة الأشخاص المعنيين مباشرة بالمشروع مثل مانوغ مانوغيان، والجنرال يوسف وهبه، وجون ماركاشيان، وجوزيف صفير، وغيرهم. جمعا الوثائق والصور الفوتوغرافية والأفلام التي أخذت مكانها في وثائقي «النادي اللبناني للصواريخ». الفيلم الذي شارك في «مهرجان تورنتو»، وحاز أخيراً جائزة أفضل وثائقي في «مهرجان الدوحة السينمائي»، عرض نهار السبت في المهرجان بحضور المخرجين، وسيُعرض في الصالات اللبنانية ابتداءً من ١١ نيسان (أبريل) المقبل.