القاهرة | استمراراً لعمليات الملاحقة الفكرية في مصر بعد «ثورة 25 يناير»، أعلن الكاتب والصحافي ماهر فرغلي (الصورة) عن قيام شرطة «مطار القاهرة الدولي» بمصادرة جميع النسخ التي أرسلتها «دار الانتشار العربي» البيروتية من كتاب «الخروج من بوابات الجحيم» بناءً على أوامر وزير الإعلام المصري محمد عبد المقصود.
من جهته، أكّد فرغلي لـ «الأخبار» أنّه سيتخذ الإجراءات القانونية التي تكفل له حرية التعبير وحماية عمله من المصادرة «غير القانونية»، مطالباً وزير الثقافة محمد صابر، ورئيس اتحاد كتّاب مصر محمد سلماوي بممارسة دورهما في حماية حرية الفكر والتعبير. وأضاف: «من المعروف أنّ أوامر المصادرة لا تتم إلا إذا كانت بحكم قضائي، أو بقرار من جهة الرقابة على المصنفات الفنية والأدبية، فما دخل وزير الإعلام في الأمر؟»، موضحاً أنّ الكتاب يتناول سيرته الذاتية داخل الجماعات الإسلامية، والمزالق السياسية والفكرية التي أنتجها الإسلام السياسي، واتخاذ العنف سبيلاً للتغيير، «لكن يبدو أنّ النظام الحاكم يرى نفسه فوق النقد، وفوق المراجعة، ويريد وحده احتكار التاريخ». وتوقّع فرغلي مزيداً من المصادرة، وخصوصاً بعد انتشار المؤلفات التي تتناول أسرار التيارات الدينية، وألّفتها قيادات سابقة داخل التيار مثل القيادي في جماعة الإخوان ثروت الخرباوي (الأخبار 28/2/2013). ماهر فرغلي الذي قضى قبلاً 13 عاماً داخل المعتقلات المصرية بسبب انتمائه إلى الجماعات الإسلامية، يكشف في كتابه الصادر عام 2012 عن «الانتشار العربي» و«مركز الدين والسياسة للدراسات» الأسرار وراء العنف المتبادل بين النظام الاستبدادي في مصر والجماعات الدينية، راصداً المنهجية التي تَحكم قيادات الجماعة التي رأت في السلطة الحاكمة «نظاماً علمانياً» يعادي الإسلام «ولن يرتدع الطغاة عن فتنة المسلمين ولن تتم إزاحتهم عن كراسي الحكم إلا بالقتال» وفق رسالة ناجح إبراهيم في مجلة «المرابطون» في تموز (يوليو) 1990. الكتاب الذي وزِّع سابقاً في مصر أثناء «معرض القاهرة الدولي للكتاب» الأخير يبيّن خريطة الجماعة من الداخل، مجلياً الظروف المحيطة بها وبشبابها وتلك التي دفعت إلى ممارسة العنف وصولاً إلى مبادرات المراجعة الشهيرة.