لا يمكن إطلاق حكم الاعدام على «الزعيم» بعد عرض حلقته الأولى أول من أمس على قناة «الجديد». كأيّ برنامج تلفزيوني يولد حديثاً، تتنوّع الآراء ووجهات النظر تجاهه. لكن لا أحد ينكر أنّ البرنامج حصد أول من أمس أكبر نسبة مشاهدة بين البرامج اللبنانية. يعتبر «الزعيم» مادة قابلة للنقاش بسبب الفكرة التي يعالجها وهي تخريج زعيم يترشح للانتخابات النيابية المقبلة. الزعامة كما الغناء موضة لا يمكن نكرانها، تجول في بال كثيرين.
في المبدأ، فإنّ المشتركين الـ12 الباقين لم يكونوا على قدر التوقعات من ناحية الافكار والطروحات السياسية، أو أنّهم لم يعرفوا كيف يعبّرون عن الأسباب التي دفعتهم للاشتراك في البرنامج. رغم أنّ بعض «الزعماء» حاصلون على شهادة في المحاماة، إلا أنّ الدقيقة الواحدة التي أعطيت لكل واحد منهم لشرح مشروعه الانتخابي، لم تكن كافية إطلاقاً. رغم البحث عن زعيم جديد يكون مختلفاً عن النسخ التي عرفها المجلس النيابي، يحمل البرنامج بصيص أمل لإيجاد أو الكشف عن رأي شريحة من الشباب المهمّشين في مجتمعنا. المشتركون يعدّون من فئة الشباب، وغالبيتهم جرّب الهجرة ومعاناتها، ويعلم مصائب مجتمعنا حق المعرفة. يحمل البرنامج الجديد الكثير من التناقضات ويجمع تحت سقفه نموذجين حقيقيين من المجتمع اللبناني. الأول يتمثل في المشترك نبيه عواضة. ذلك الذي قضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والآتي من خلفية المقاومة والصراع مع مطبّات الحياة، خصوصاً أنه عاد وناضل من أجل الحصول على شهادته الثانوية بعد فترة انقطاع عن الدراسة. وفي الجهة المقابلة، تضع العارضة السابقة ميريام كلينك كل مفاتنها على حدة، وتحاول إبراز جانب رصين من شخصيتها. يجمع البرنامج الجديد بين طيّاته شخصيات حقيقية وغير مصطنعة من المجتمع اللبناني. تخيّلوا الحوار السياسي بين عواضة وكلينك؟ رأيهما في سلاح «حزب الله» والاقتصاد المهترئ وقضايا المرأة والتحرّر؟ أثار ذلك التناقض اهتمام متابعي البرنامج، وقد تم حصر المنافسة بين هاتين الشخصيتين. المشتركان يمثلان وجهين آتيين من صميم المجتمع سواء قبلنا بذلك أم رفضناه. ولعلّ رأي أحد المتابعين لـ«الزعيم» كان الأصدق عندما كتب على صفحته على فايسبوك تعليقاً مفاده «وحده لبنان يضمّ ثنائياً متناقض الهوى والتفكير. بلد المعجزات حقاً». عرفت «الجديد» أسرار اللعبة لكنها لم تتحكّم بها جيداً. عندما خرجت من موضة البرامج الفنية التي غزت الشاشات، استقدمت برنامجاً واقعياً وإن كان يحتاج إلى بعض الاتزان. سواء فشلت ولادة «الزعيم» أو نجحت، فبالتأكيد أنّ الحلقات المقبلة ستكون أكثر جديّة، ولعلّ رأي أعضاء لجنة التحكيم كان الأكثر صوابيةً عندما طلبوا من المشتركين الابتعاد عن الشعارات الفضفاضة وتقديم الحلول العملية.


«الزعيم» كل ثلاثاء 20:40 على «الجديد»