عرف ياسين بقوش كيف يمتلك قلوب المشاهدين ويحتل مساحة تجعل كل محبّيه يتعاملون معه كأنّهم يعرفونه عن قرب. ولأنّ اسمه الحقيقي لم يتغيّر على الشاشة، فقد أنقذه ذلك ــ على حد قوله ــ من سخرية الغوغاء عندما تبلغ حداً لا يحتمل. كل تلك النقاط كانت حاضرة بقوة في يوم زفاف «شهيد للوطن». أمس، بثت قناة «سوvيا دراما» وثائقياً عن حياة الراحل، فيما احتلّ الخبر مساحته على الفضائيات العربية، وصوره على المواقع الإلكترونية ليكون النجم من دون منازع. هكذا، تفرّد بالبطولة ليوم واحد من دون تمكّن أحد من سرقة الأضواء منه يوم رحيله. «ياسين بقوش كم زرعت البهجة في قلوب الذين قتلوك»، لعلّ هذه الجملة الموجعة التي كتبها الكاتب والمخرج المسرحي أحمد كنعان تعبّر عن كثيرين ممن صُدموا بمقتل بقوش. على صفحات الفايسبوك، انهالت تعليقات الإعلاميين والفنانين، فكتبت مذيعة «سكاي نيوز عربية» لانا الجندي: «لم أعرفك في الحقيقة، لكنك حفرت في ذاكرتي، فصرت كمن أعرفه عن قرب». فيما اكتفى المسؤولون عن صفحة «الشعب يريد زياد الرحباني» بوضع صورة الراحل ممهورة بشارة سوداء كتب تحتها «هيدي بس تحية... تحية وبس». أما الإعلامي أمجد طعمة، فقد أعاد سؤالاً سبق أن طرحه على النجم الراحل في أحد لقاءاته معه، فكتب: «لماذا اغرورقت عيناك بالدموع بعدما أديت رقصتك المضحكة وأنت تغني «حا يا حماري حا سبقوك الحمير» يوم كنّا نسجل حلقتك في برنامج «كلام كبير» على خشبة القباني؟ سؤال لم تجبني عنه وقتها أسأله اليوم، وأعرف أنك لن تجيب أبداً بعدما صعقنا خبر سفرك الأبدي بهذه الطريقة». ولأن الأزمة فرّقت أبناء الوطن وجعلتهم يتبادلون مشاعر العزاء عبر الفضاء الافتراضي، فقد انكب نجوم الدراما السورية على صفحات الموقع الأزرق ليكتبوا مرثيات في نجم الكوميديا الشهير. هكذا كتبت أمل عرفة «الرحمة لروحك. معك رحل جزء كبير من ذاكرتنا الجميلة. ياسين بقوش لن تتكرر. من الزمن الجميل جئت وفي أبشع الأزمنة رحلت». أما جمال سليمان، فقد ركّز على جانب لم يضأ في حياة ياسينو، فكتب: «حالفني الحظ أن أشاهد هذا الفنان الرائع وهو يؤدي شخصية الراوي في رائعة الراحل سعد الله ونوس «سهرة مع أبي خليل القباني» من إخراج أسعد فضة. لقد كان مبهراً بحيويته وخفة دمه. وقدم أداءً مسرحياً لا ينسى. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأزال عن سوريا هذا الليل الطويل». كذلك فعل أيمن زيدان. بعدما انتهى من كتابة كلمات نعى فيها الممثل صباح عبيد، عاد ليكتب عن بقوش: «توقف قطار حياتك في زمن أغبر. قلائل من أدركوا قسوة موتك. أعرف أنّ الحياة لم تنصفك إلا قليلاً، لكن ما يحزنني أنّنا أيضاً لم ننصف موتك. ها هم كثيرون يسيرون في موكب رحيلك بين تجاذباتهم السياسية متناسين فجيعة رحيل فنان شاطرنا سنوات مديدة من عمرنا وكان ضيفاً يحمل معه مواسم الفرح والبهجة». فيما أفصح المخرج مؤمن الملا أنّه كان يهمّ بالاتصال ببقوش ليؤدي دور بطولة في مسلسله الشامي «حمام الشام» الذي يستعدّ لتصويره. يوم احتفائي يستحقه صانع الفرح، لكن ليت هؤلاء العابرين انتبهوا للرجل وقرروا تكريمه قبل رحيله ولو بدقائق.