حيفا | «تسجيل دخول» هو عنوان العرض الموسيقي الأوّل الذي يقدّمه الملحن الفلسطيني وعازف البيانو فرج سليمان (1984) يوم غد الجمعة في «مسرح الميدان» في حيفا المحتلة. سيكون الجمهور على موعدٍ مع مجموعة من الأعمال الموسيقيّة التي لحّنها سليمان على آلة البيانو، إلى جانب توزيعاته الأُخرى لمقطوعات موسيقية من ألحان محمد عبد الوهاب، والأخوين رحباني، وأغانٍ لأسمهان وسيزاريا إيفورا وآخرين.
ابن بلدة الرامة في الجليل الفلسطيني الذي درس العلوم الموسيقية في الجامعة، أعدَّ مقطوعاتٍ موسيقية لأفلام ومسرحيات، قبل أن يُقرر تقديم بعض ألحانه وتوزيعاته الخاصة في عرضه الأوّل، والتي هي حصيلة سنواتٍ من العمل والتجريب، هو الذي بدأ يعزف على البيانو حين كان عمره ثلاث سنوات.
البصمة الخاصة لفرج سليمان تكمن في ارتكازه على البيانو، واستخدامه هذه الآلة في تجديد الجملة الموسيقية الشرقيّة من دون إدخال جمل موسيقية غربية. هكذا، أعاد سليمان توزيع مقطوعات موسيقية تراثية ودينية، وأُخرى لملحنين عرب وعالميين، ليعزف لجمهوره «سهار» و«على بالي» للموسيقار محمد عبد الوهاب، و«يا حبيبي تعال» للمصري مدحت عاصم، و«بيسامي موتشو» للمكسيكية كونسويلو فيلاسكيز، واللحن التراثي «البنت الشلبية» والديني «يا مريم». وعلى البرنامج أيضاً، تشارك المُغنية الحيفاوية تيريز سليمان (الصورة في الكادر) في تقديم أُغنيتي «مش مهم» و«مساحة» من ألحان سليمان وكلمات علاء أبو
دياب.
أما ضيف العرض الذي تضفي إطلالته لمسة خاصة ومجاهرة بالمراهنة الموسيقية على «تسجيل دخول»، فهو الموسيقي الفلسطيني المعروف خالد جبران (راجع الكادر أدناه) صاحب «مزامير» (2006)، و«بريدج» (2008) الذي سيرافق سليمان على آلة البُزق، في عزفَ مقطوعة «إيراني» من ألحان جبران.
يعدّ «تسجيل دخول» خطوة أُولى لملحن فلسطيني شاب، يُسجّل دخوله في عالم الموسيقى، ويرى في سيّد درويش وعاصي الرحباني ومحمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب، مرجعيات لا غنى عنها لتجديد الموسيقى العربية، إلى جانب التثاقف والتفاعل مع الموسيقى الغربية من الجاز إلى الموسيقى الكلاسيكية. خَلْق موسيقى آلالاتية تستطيع أن تشد انتباه الجمهور بمعزل عن الكلمة، وأن تكون قادرة بذاتها على التعبير عن مشاعر الإنسان العربي، هو ما يطمح إليه فرج سليمان الذي يستشهد بجملة لمحمد عبد الوهاب: «سأشعر بالارتياح والرضى التام عن الموسيقى العربية، حينما تؤثر الموسيقى وحدها في وجدان الشعب العربي، مثلما تؤثر الأغاني».

«تسجيل دخول» لفرج سليمان: 8:30 مساء غد ــ «مسرح الميدان»، حيفا



zoom | ارتجال أولاً وأخيراً

في مقابلة أجرتها معه صحيفة «فصل المقال» الفلسطينية، يقول فرج سليمان: «هناك ميل لدى الجمهور العربي نحو الأغنية أكثر من المقطوعة الموسيقية. التحدي الذي سأخوضه وأعتبره مخاطرة هو تقديم موسيقى تعتمد على اللحن وليس الكلمات، موسيقى تدمج بين الغربي والشرقي والجاز لتخرج في النهاية لغة خاصة بي، ونتاج عملي بعد دراسة خاصة». ويضيف: «هل على عازف البيانو العربي في مجتمعنا أن يقدم فقط معزوفات لبيتهوفن أو باخ؟ أنا أحمل نظرة أخرى تعتمد على التوزيع المختلف للمقطوعات الموسيقية ولهجة موسيقية أخرى، فالمميز في ما سأقدمه أنّ كل نوتة محسوسة ومدروسة في النص، إضافة إلى الارتجال في افتتاحية المقطوعة ونهايتها».