21 حزيران (يونيو) 1987. العالم يحتفل بعيد الموسيقى، أما عائلة بونياتيشفيلي في جورجيا، فكانت تستقبل مولودها الجديد، وهو أنثى سمّيَت كاتيا. حالما بلغت سنواتها الثلاث، بدأت أمها بتلقينها العزف على البيانو، بعدما فعلت ذلك مع شقيقتها البكر غفانتسا. تطوّرت كاتيا سريعاً في التعلّم، فتخطت غفانتسا. راحت تعزف معها أعمالاً للبيانو مكتوبة لعازفيْن اثنين، وفي السادسة من عمرها، قدّمت أولى حفلاتها مع الأوركسترا! اليوم، باتت نجمة تتهافت المهرجانات لدعوتها، وخصوصاً بعدما حظيت بعقد مع شركة Sony عام 2010.
أصدرت تسجيلات قبل ذلك، لكن الناشر المعروف أصدر لها ألبوميْن حتى الآن، الأول مخصَّص لفرانز لِيسْت (2011) والثاني لشوبان (2012). بدأت كاتيا بونياتيشفيلي بتقديم الأمسيات على المستوى العالمي منذ سنوات، وها هي تزور لبنان ضمن «مهرجان البستان» لتقدّم ريسيتالاً وحيداً مساء الجمعة المقبل. لو دعاها المهرجان قبل سنتين أو أكثر، لكان أضاف اسمها إلى الذين أطلقهم، غير أن كاتيا باتت أشهر من أن تعرَّف، علماً أنها ليست أهم من يحل ضيفاً على دورة «البستان» الحالية في فئة العزف على البيانو. الروسي بوريس بوروزوفسكي هو الأهم هذه السنة. لا معلومات عن البرنامج الذي ستقدّمه العازفة الشابة. احتفظت كاتيا بحرية اختيار ما توّد أداءه. التلميح الوحيد عمّا سيكونه البرنامج أنّ الأعمال ستنحصر بين لِيسْت وشوبان. كذلك، فإن المرجَّح اختياره من ريبرتوار هذين المؤلفيْن هو الأعمال التي سجّلتها كاتيا، وأهمّها سوناتة لِيسْت الوحيدة، السوناتة الثانية و«البالاد» الرقم 4 لشوبان وغيرها من الأعمال المعروفة لملكي البيانو الرومنطيقيَّيْن.