تتوسّط الموقع الإلكتروني لمحطة LBCI، وتحديداً في الجزء المخصّص للترويج لبرنامج «كلام الناس» الذي يقدّمه مرسيل غانم مساء كل خميس على شاشة بيار الضاهر، زاوية صغيرة تحت عنوان «مدوّنة مرسيل غانم» حيث يكتب الأخير عنوان المواضيع التي سيتطرق إليها في حلقته المقبلة. وكان الإعلامي اللبناني قد لفت في هذه الزاوية قبل يومين إلى أنّ حلقة برنامجه (عرضت أول من أمس) تأتي «تضامناً مع الجيش اللبناني» وسيكرّس جزء كبير منها «لأبطال الوطن».
لكنّ الحلقة التي استضافت القيادي في «التيار الوطني الحر» أنطوان نصر الله، والإعلامي فيصل عبد الساتر، والمسؤول السابق عن «التثقيف السياسي» في تيار «المستقبل» محمد سلام لم تبدُ تضامنيةً بتاتاً، بل كان نجمها من دون منازع رئيس بلدية عرسال (قضاء بعلبك) علي الحجيري ونائبه اللذين أطلّا علينا بالصوت والصورة من البقاع.
إذاً، كان رئيس البلدية «النجم» الأوحد، حتى كدنا ننسى أنّ الحلقة تهدف إلى تكريم الأبطال الحقيقيين. بدا الرجل مشتّت الذهن، تائهاً بجمله، وغريباً على الكاميرا و... المحاججة. خرج علينا بسيناريو ركيك عن استشهاد بيار بشعلاني وإبراهيم زهرمان ناقض روايته الأولى. حاول مرسيل أن يسرق «سكوباً» يفتخر به، عندما طرح على الحجيري سؤالاً ملتبساً ومستفزاً كرّره أكثر من مرتين: «من هوي شهيد أكثر برأيك: خالد الحميّد أو بيار بشعلاني»؟
الحديث الذي جمع مرسيل ورئيس البلدية القابع في مكان «مجهول في عرسال»، اتّسم بخفّة سافرة ومزاح في غير محلّه. مازح مرسيل الحجيري قائلاً: «إبقى صامداً وما تستسلم لأحد» (في إشارة إلى تسليم نفسه للجيش اللبناني).
وهذا الحوار الذي جمع الإعلامي بالحجيري أعاد إلى الأذهان أبو إبراهيم الذي كان عنوان المرحلة في أحد الأوقات، وتحوّل إلى «نجم» الشاشة وهرعت إليه الكاميرات علّها تفوز بخبر عن المخطوفين اللبنانيين في منطقة أعزاز السورية.
أول من أمس، نسي مرسيل (وأنسانا) أنّ حلقة «كلام الناس» تتطرق إلى شهداء الجيش. ولم تفلح في إعادتنا إلى موضوع الحلقة اتصالات أقرباء الشهيدين اللذين ساواهما محمد سلام بـ«الشهيد خالد الحميّد»! نادراً ما فارقت الابتسامة وجه مرسيل الذي ما انفك يتوجّه إلى علي الحجيري بالقول «يا ريّس».
أما مداخلاته الممازحة التي هدفت إلى نزع سبق صحافي من خلال توريط علي الحجيري في تصريح أو سقطة ما، فلم تنجح إلا في استفزاز المشاهد القابع في منزله. وليس قطع طريق أوتوستراد صربا بالإطارات المشتعلة دعماً للجيش اللبناني واحتجاجاً على حادثة عرسال أول من أمس إلا دليلاً على ذلك!