القاهرة | خلال افتتاح «قمة دول التعاون الإسلامي» في مصر، أخطأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، فنادى الرئيس المصري محمد مرسي بمحمد حسني (حسني مبارك)، ما اعتبره معارضو الرئيس الإخواني أمراً عادياً كونهم لا يرون فرقاً بين الرجلين.
على المنوال نفسه، لا يرى شيوخ السلف فرقاً بين مبارك الذين قالوا إنّهم ثاروا عليه، ومرسي الذين يساندوه. في العهدين، رفضوا الخروج على الحاكم، لكن مع فارق كبير: في عهد مبارك، قالوا إنّ الخروج عليه ـــ رغم ظلمه ـــ يعني الفتنة، لكن في عهد مرسي، طالبوا بقتل من يشكّك بشرعية الرئيس! هكذا لم يتعلّم الأستاذ في جامعة الأزهر الشيخ محمود شعبان من درس صديقه عبد الله بدر الذي اعتزل الظهور الإعلامي بعد معركة خاسرة مع إلهام شاهين. قبل أيام، خرج شعبان على قناة «الحافظ» السلفية وأفتى بوجوب قتل معارضي مرسي، ذاكراً بالاسم حمدين صباحي ومحمد البرادعي. ربما كانت الفتوى لتمرّ من دون ضجة لولا اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد. قال الشيخ محمود شعبان إنّ هناك حديثاً للنبي يؤكد أنّ مَن يخرج على بيعة الحاكم، لا بد من قتله. انتفض الجميع ضده، باستثناء نظام الرئيس مرسي الذي كان يتكلّم عن أهمية التسامح في افتتاح القمة الإسلامية، تزامناً مع انتشار الفتوى. صحيح أنّ جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بياناً ترفض فيه ما قاله شعبان، لكنّ الغاضبين طالبوا بأكثر من ذلك. لقد أرادوا من النائب العام طلعت عبد الله الذي عيّنه مرسي أن يحاسب محمود شعبان على ما قاله. وقال الإعلامي حمدي قنديل إنّ صاحب الفتوى «معتوه يريد انتشار الفتنة والبلبلة». وعندما استشعر حجم الغضب ضده، خرج شعبان عبر مداخلات هاتفية في قنوات عدة مساء الأربعاء ليقول إنّه قصد بفتواه هؤلاء الذين يريدون إسقاط الرئيس بالقوة، وإنّ الرئيس وحده وليس المجتمع هو مَن ينفذ الفتوى!
من جهته، خصّص الكاتب والإعلامي ابراهيم عيسى ساعة من برنامجه «هنا القاهرة» على «القاهرة والناس» للرد على شعبان، مؤكداً أنّ البيعة تختلف عن الانتخاب الحرّ عبر الصناديق، وأنّه لو طبقت القاعدة نفسها، فإنّ القتل سيكون من نصيب مرشد الإخوان والرئيس مرسي كونهما رحّبا بالخروج على الرئيس السابق مبارك، رغم أنها كانا يرحّبان باستمراره قبل الثورة. وحذّر عيسى من عودة التكفيريين لتبوء الساحة في مصر، متّهماً النظام بالإفادة منهم، والدليل سكوته عنهم. وذكّر بما جرى لفرج فودة ونجيب محفوظ. وشعبان كان وجهاً مغموراً قبل ثلاثة أشهر فقط، لكنّه شارك عبد الله بدر حملته التكفيرية ضد الفنانات، ثم اشتهر بعبارة «هاتولي راجل» التي سخر منها باسم يوسف مراراً في برنامجه «البرنامج». حتى صار المصريون يلقّبونه بالشيخ «هاتولي راجل». وتعود الحكاية عندما اعترض محمود شعبان على ظهور الرئيس مرسي في حوار على التلفزيون المصري تقدّمه المذيعة شهيرة أمين، وقال إنّه تعرض لمواقف مشابهة ورفض التسجيل مع المذيعة قائلاً «هاتولي راجل».