فتح ارتباط خلود سكريّة ونضال درويش ملفّ الزواج المدني مجدداً في لبنان، وجاء تصريح المفتي محمد رشيد قباني ليحرّض بعض الجمعيات التي تعنى بإقرار ذلك الزواج، فنفضت الغبار عنها واستعادت نشاطها مطالبة بتحقيقه. وبما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر اليوم أسهل طريقة للإعلان عن مطلب ما، فقد أنشئت لتلك المهمة صفحات على فايسبوك تُنادي بالزواج المدني، أهمها «تزوجنا مدني... وعَ قبالكن»
التي تخطّى عدد المنتسبين إليها 24 ألف شخص، ويشرف عليها عدد من المتزوجين مدنياً، منهم وليد فخر الدين وداليا مراد وعلي عبيد. أما الصفحة الثانية فتحمل تسمية «العرس المدني اللبناني» بمبادرة من الشاعر يحيى جابر وتدعو إلى مهرجان مدني يقام في 13 نيسان (أبريل) المقبل.
يشعر جابر بالحماسة لذلك الحدث الذي يحضّر له، واختار ذلك اليوم لأنّه «مرتبط بتاريخ الحرب الأهلية الرافض لها» على حد تعبيره لـ«الأخبار»، معتبراً أنه يسعى إلى تحويل يوم 13 نيسان إلى ذكرى جميلة من خلال تنظيم تظاهرة فنية كناية عن عرس. وقد تبرّعت شركات عدّة لتقديم الزفّة والفساتين البيضاء وفرق الرقص والغناء. يكشف جابر أنه في طور تشكيل لجنة للإشراف على ذلك الحفل ومهمّتها التنسيق مع عدد من الفنانين الذين أبدوا موافقتهم على الزواج المدني، مثل إليسا ووائل كفوري لإحياء حفلة تقام لتلك المناسبة. وعن تفاصيل ذلك الحدث المنتظر، يلفت الشاعر إلى أنه يُفتتح بتهنئة خلود ونضال على ارتباطهما، ومن ثم يُعقد مدنياً قران عدد من العشاق.
وينسّق جابر في خطوته تلك مع المشرفين على صفحة «تزوجنا مدني... وعَ قبالكن» ليجمع المهرجان كل مؤيدي ذلك الزواج، إضافة إلى المنادين بإعطاء المرأة حق منح جنسيتها لأولادها. يتوقع الشاعر أن يجتمع في 13 نيسان المقبل نحو مئة ألف شخص في ساحة الشهداء، ذلك المكان الذي يعتبر ملتقى لجميع اللبنانيين بحسب تعبير
الشاعر.
لم يكن وليد فخر الدين يتوقع أنّ صفحة «تزوجنا مدني... وعَ قبالكن» التي أطلقها مع زملائه الثلاثاء الماضي، سوف تضمّ أكثر من 24 ألف شخص، أي ما يقارب 10 آلاف شخص يومياً. يكشف فخر الدين لـ«الأخبار» أن الصفحة أنشئت كي تضم صور المرتبطين مدنياً، وإضافة التعليقات عليها فقط. وقد بدأت تلك الخطوة تشهد حماسة لبعض الإعلاميين الذين وضعوا صور زفافهم على غرار بولا يعقوبيان التي نشرت صورها خلال زواجها مدنياً في تونس بتاريخ 4/4/2004، كما انضمت إلى الصفحة جيسيكا أبو نادر زوجة سلام الزعتري، نجم برنامج «شي. إن. إن.» على قناة «الجديد». وعرضت جيسيكا صوراً لهما خلال عقد قرانهما في نيقوسيا في 6/8/2010. وبحسب فخر الدين، فإنّ المفاجأة الكبرى تمثلت في نشر وثيقة على صفحة «تزوجنا مدني... وعَ قبالكن» تعتبر أنّ الزعيم الراحل كمال جنبلاط كان أوّل المتزوجين مدنياً عندما عقد قرانه على منى شكيب إرسلان عام 1948 في جنيف. في مقابل الصفحتين اللتين ترفعان شعار الزواج المدني، ولدت في الضفة الأخرى مواقع على فايسبوك تعارض ذلك الارتباط، منها صفحة «معاً ضد الزواج المدني الاختياري (التنكّر للفضيلة)»، لكن لم ينضمّ إليها أكثر من 180 شخصاً!