القاهرة | أحيت المغنية اللبنانية دوللي شاهين حفلة في مدينة الغردقة المصرية في مناسبة «العيد القومي لمحافظة البحر الاحمر»، وهو حدث سنوي تنظمه المحافظة في 22 كانون الثاني (يناير) من كل عام للاحتفال بعيدها القومي الذي يواكب ذكرى معركة «شدوان» التي انتصر فيها شعب المحافظة أثناء حرب الاستنزاف على القوات الاسرائيلية حتى انسحبت عام 1970. لكن حالما نُشرت صور الفنانة في السهرة وهي مرتدية فستاناً أسود (الصورة) وظهر خلفها شعار حزب «الحرية والعدالة» التابع لجماعة الاخوان المسلمين، انهالت التعليقات السلبية على فايسبوك وتويتر، متسائلة: «لماذا يهاجم الاسلاميون الفنّ ويحرّضون ضدّ المطربات، ثم يستعينون بفنانة لإحياء حفلة ويضعون شعار الحزب وراءها؟ متى يتوقف الاسلاميون عن استخدام الدين في السياسة بعدما وصلوا إلى السلطة وتأكدوا أنه لا يمكن دعم السياحة بسياسات محافظة؟ كما أنّ إحياء حفلة في مدينة سياحية يتطلب وجود نجمة من دون الحاجة إلى التملص منها؟».
فور انتشار الصورة التي أدّت إلى مشادات كلامية بين شباب الإخوان المسلمين والسلفيين الذين اتهموا الإخوان بالكذب على الشعب في خطاباتهم، والاستعانة بالفنانات عند اللزوم، ردّ الإخوان بأنّ على السلفيين السكوت، لأن نائبين سلفيين باتا شهيرين العام الماضي، بعدما أجرى الأول عملية تجميل وضُبط الثاني في «وضع مخلّ بالآداب داخل سيارته».
من جهة أخرى، لم تخرج التصريحات الرسمية لحزب «الحرية والعدالة» عن المتوقع. اعتبرت أنّ الحزب رعى الحفل ليس إلا، لكنه لم يشارك في تنظيمه، بالتالي، لا يعرف شيئاً عن اختيار دوللي شاهين لاحيائه، وأن المسؤولين في الحزب لم يحضروا السهرة، بل اكتفوا بالاطمئنان إلى مجريات الأمور هناك. من جهته، أكّد أحمد سبيع المتحدث الاعلامي باسم حزب «الحرية والعدالة» أنه سيتم لاحقاً مراعاة عدم وضع شعار الحزب (اللوغو) على أيّ لافتة قد تثير الانتقادات خصوصاً أنّ فستان دوللي هو الذي أثار كل هذه الضجة. بدورها، أبدت دوللي شاهين استغرابها من الاهتمام المبالغ في الحفل الذي أقامته تحت رعاية الحزب وأدّت فيه العديد من أغنياتها الجديدة، لافتة إلى أنها لم تعرف وقتها أنّ شعار الحزب سيظهر خلف المسرح. وكشفت أنّ «حزب الوسط» المصري ذا المرجعية الإسلامية، كان أيضاً من رعاة الحفلة. وأشارت إلى أنها شاركت في الغناء من دون مقابل تشجيعاً للسياحة في المنطقة، وأنّ الحفلة حضرها قرابة 7 آلاف شخص ولم تقع أي مشكلات، بل مضت السهرة على خير. وقد ظهرت شاهين مرتين على المسرح، مؤكدة أنها لا تحبّ الخوض في الأمور السياسية. اللافت أنّ صورة دوللي وشعار الحزب تحوّلتا إلى مادة دسمة للتعليقات المضحكة بين الشباب المصري، أبرزها انتشار جملة لافتة «على القدس رايحين بعد حفلة دوللي شاهين» أو «اسلامية اسلامية، عاوزين نانسي الحفلة الجاية».