«إن افتتاح مكتب «وكالة الأناضول للأنباء» اليوم في ساحة رياض الصلح وسط بيروت أفضل من تأجيله فترة أطول». هكذا ردّ مدير المكتب في بيروت أيوب جورشكون أمس على الاسئلة التي وُجّهت إليه خلال المؤتمر الذي عُقد لافتتاح مكتب الوكالة في العاصمة اللبنانية. المدير العام للوكالة التركية كمال أوزتورك سار على خطى زميله في مكتب بيروت، قائلاً «المهم أننا حضرنا بعد هذا الغياب، وسوف نعمل لسدّ فجوة السنوات الماضية»، كاشفاً أن المكتب «من أكبر مكاتب الوكالة في المنطقة»، و«قد افتُتح على أساس أنه فرع من مكتب القاهرة».
دخول الأتراك إعلامياً إلى لبنان كان موضع احتفاء وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق الذي رأى أن «افتتاح المكتب هو عودة الثقة بالانفتاح الإعلامي والحرية في بلدنا»، معتبراً أن «مناخ الحرية للعمل الإعلامي في بيروت لا يقل أهمية عن المتوافر في عواصم العالم».
عدد العاملين في مكتب الوكالة في بيروت هو 10 أشخاص، بينما هناك 30 صحافياً لبنانياً مستكتباً ستتعامل معهم الوكالة. ويقول أوزتورك: «تأسّست وكالتنا قبل 93 عاماً، وهي تبث اليوم بخمس لغات هي التركية والإنكليزية والعربية والبوسنية والروسية، كما أنها ستبث بـ11 لغة في الأعوام الأربعة المقبلة»، كاشفاً أن للوكالة «200 مكتب حول العالم، ويعمل فيها 2900 صحافي على مدار الساعة». غير أن الدخول الإعلامي التركي إلى الدول العربية لم يكتب له النجاح الموعود في المرحلة الماضية. وعدا أنه تأخر في التحدث بلغة الضاد، فإن وصوله كان متعثّراً، والدليل على ذلك قناة «التركية» التي تبثّ باللغة العربية لكنها لم تستقطب نسبة مشاهدين، وهو أمر اعترف به أوزتورك، بقوله: «لقد تعلّمنا الدرس، ونحن نعمل اليوم مع محترفين لهذه الغاية». في المقابل، فإنّ تعامل الوكالة مع الأخبار والتطورات اللبنانية، خصوصاً في ما يتعلق بتركيا، «سيهدف إلى حلّ المشاكل في المنطقة بطريقة سلمية، ونحن نعمل على المسار نفسه. إذا كان الخبر يتضمن شتماً لتركيا أو حطّاً من قيمتها، فلن ينشر» وفق ما قال أوزتورك. في موازاة ذلك، كان لافتاً أن افتتاح مكتب بيروت ترافق مع عرض الوكالة صوراً لمصوّريها التقطت في دول «الربيع العربي»، ما يدلّ على أن الأتراك عرفوا كيف يلتقطون اللحظة المناسبة للدخول إعلامياً إلى المنطقة، بعدما فرضت أحداث السنتين الأخيرتين في دول المنطقة نفسها في صدارة الأخبار. المفارقة أنّ الصور المعروضة اقتصرت على بلدان تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن، من دون أي إشارة إلى ما يحصل في البحرين مثلاً أو فلسطين، حيث سقط ناشطون أتراك قتلى على أيدي الجنود الإسرائيليين خلال رحلة سفينة «مرمرة» التي كانت تحاول فك الحصار المفروض على قطاع غزة عام 2010.