تعيد شركات إنتاج الدراما اللبنانيّة هذه الأيام خلط أوراقها. كاتب كان محسوباً على شركة ما، وجد امتيازات أفضل مع جهات أخرى، وآخر فسخ عقده مع شريك النجاح، وحاول الاستقلال بأعماله، لكن لم تسعفه الظروف فتعامل مع منتج آخر. والنتيجة أنّ التحالفات الدراميّة التي عاشت استقراراً بين 2006 و2012، تشهد تغيّراً جذرياً هذه الأيّام.
هكذا، باتت عقود الكاتبة كلوديا مرشليان مع جهات عربيّة أكثر من عقودها مع الشركات المحليّة، خصوصاً بعد توقيعها على كتابة مسلسل من جزءين مع شركة O3 التي ترفد mbc بإنتاجاتها وتعاملها المستجد مع Media Revolution7 لصاحبها مفيد الرفاعي. أما الكاتب طوني شمعون الذي عرف النجاح الجماهيري مع المخرج والمنتج إيلي معلوف، فقد وقع الطلاق بينهما منذ ثلاثة أعوام، وقرّر تأسيس شركته الخاصة، لكنه اصطدم بالواقع واضطر لاستكمال التعامل مع المنتجين، وها هو يتعاقد أخيراً مع المنتج مروان حداد الذي بات بحاجة إلى نصوص دراميّة تكفل استمرار عجلة إنتاجه بالزخم نفسه، بعدما هجرته كلوديا مرشليان، علماً أن ثمة نصاً واحداً على الأقل سينفذه حداد من كتابة مرشليان هو «حب مجنون»، وربما تكتب «باب ادريس 2».
باختصار، تشهد الساحة الدرامية تغييرات جذرية، تتضح ملامحها أكثر في المرحلة المقبلة. وهذا المساء يعرض مسلسل «عندما يبكي التراب» آخر الأعمال المشتركة بين معلوف وشمعون. يعلق الاخير لـ «الأخبار» «يعز عليّ ترك شركة «فينكس بيكتشر»، لكن لا بأس إذا جرّب الكاتب شركات أخرى، طالما أن المنتج جرب كتّاباً آخرين». ويشرح عن عنوان المسلسل بأن «ثمة من يقول بأنّ هذا الشخص بكى عليه التراب، فأبو يوسف (بطرس روحانا) من الناس الطيبين الذين قتلوا، تاركاً زوجته (إلسي فرنيني) وابنه يوسف سليمان (يورغو شلهوب) الذي يبحث عمّن قتل والده، فيفاجأ بحقائق غريبة. وتحمل القصة ثلاث قصص حب بين كارول الحاج ويورغو شلهوب، وبين جويل فرن وطوني عيسى، وسينتيا خليفة ووسام حنّا. ويطل أحمد الزين بدور فاتح الحاج الذي يمثل الشر في الضيعة. هو متموّل يطمع بقطعة أرض يرفض صاحبها التخلّي عنها، فيقرّر تصفيته للاستيلاء عليها، ويشارك في العمل مجدي مشموشي، ناظم عيسى، أنطوان الحجل، ليلى قمري...
بعد الاتفاق على هذا العمل، قرر شمعون دخول الإنتاج، لكن لم تثمر جهوده، فوضع نص «رصيف الغرباء» والنسخة الجديدة من «عشرة عبيد زغار» في الأدراج، ثم أخرج الأول فوجد أكثر من جهة إنتاجيّة مرحّبة بتحويله إلى عمل درامي من 90 حلقة، واستقرّ أخيراً على تنفيذه مع المنتج مروان حداد، وسيضم ممثلين لبنانيين وعرباً. ويطرح العمل قصة حب ركز فيها كاتبها على الخير والشر في التعامل بين المحبين.
قبل «رصيف الغرباء»، يباشر المنتج مروان حداد تحضير «عشرة عبيد زغار». هذا العمل المقتبس من إحدى روايات الكاتبة البريطانيّة أغاتا كريستي، أراد فيه شمعون أن يجمع رولا حمادة، وكارمن لبس، وفادي ابراهيم، وأنطوان كرباج، وجوزيف بونصّار، لكن مع وصوله إلى «مروى غروب»، سيتغير أبطاله حتماً.
في المقابل، وجد نص «أشرقت الشمس» للكاتبة منى طايع طريقه إلى التنفيذ، بعد سنوات من العراقيل التي حالت دون ولادته. في 4 شباط (فبراير) المقبل، تدور كاميرا المخرج شارل شلالا وهو شريك في الإنتاج عبر شركته Chelae وشركتي «رؤى للإنتاج» وM&M للمخرج ميلاد أبي رعد. وتتوزع البطولة بين رولا حمادة وغسّان صليبا، ويوسف الخال، وجوزف بو نصار، وإلسي فرنيني، ونهلا عقل داوود، وطوني مهنا، ونقولا دانيال، وختام اللحام، ورودريغ سليمان، وجو طراد. كما تنتظر طايع تنفيذ مسلسلها الثاني «عشق النساء» بإدارة المخرج نبيل لبّس قريباً، وتنتجه «سيدرز أوف أريبيا» التي يملكها المخرج يوسف الخوري. وتستعد المخرجة كارولين ميلان لتصوير «العائدة 2» للكاتب شكري أنيس فاخوري وإنتاج «أونلاين بروداكشن» الذي يجمع كارمن لبّس، وفادي ابراهيم، وندى ريمي. وينضم إلى الجزء الجديد كل من طوني عيسى وكارلا بطرس في دورين جديدين، والممثلة ليزا دبس في دور ابنة ابراهيم وريمي. وتكمل الأحداث منذ لحظة خروج ميسم (لبّس) من منزل مصطفى حرب (عصام الأشقر). وتؤكد ميلان أن «هذه المرّة سنحرص على تفادي الأخطاء التي وقعنا فيها في الجزء الأول، على أن يُعرض في رمضان». بعد ذلك، تباشر ميلان تصوير «مرايا العمر» في 90 حلقة وهو لفاخوري أيضاً، وإنتاج «أونلاين»، وتأجل تنفيذ مسلسل «غبطته والشيخ» إلى العام المقبل. أما المخرج والمنتج إيلي معلوف الذي ولّد جفاؤه مع الكاتب طوني شمعون نقصاً في نصوص شركته «فنيكس بيكتشر إنترناشونال»، فهو يستعين بنصوص آخرين منها «وداعاً» الذي أخرجه يوسف شرف الدين، ويرجح أن تصل حلقاته إلى 12، ويروي قصة الطائرة الإثيوبية التي سقطت قبل عامين. كما استعان بنص «شوارع الذل» من كتابة الممثلتين فيفيان أنطونيوس ولورا خبّاز وبطولتهما مع بديع أبو شقرا، وخالد السيد، وختام اللحام، ونغم أبو شديد، وبولين حداد، ومجدي مشموشي، ونيكول طعمة، ونعمة بدوي.
بين الحين والآخر، تولد شركات إنتاج تقدم عملاً وتختفي لضعف إمكاناتها ربما لأنّ السوق اللبناني لا يفهمها سوى بعض اللاعبين فقط. فهل تحمل المرحلة المقبلة مفاجآت إيجابية للسوق الدرامي اللبناني؟



«عندما يبكي التراب» كل ثلاثاء وأربعاء وخميس 20:30 على lbci وLDC