شباب مصر يواصلون ثورتهم! رغم كل المضايقات التي تعرّضوا لها في عهد حسني مبارك، وأثناء حكم المجلس العسكري، واليوم على يد «الإخوان المسلمين»، ما زال الغرافيتي (نبض الثورة) آخذاً في الانتشار. للعام الثاني على التوالي، أطلق أبناء المحروسة «أسبوع الغرافيتي العنيف» في 13 كانون الثاني (يناير) الماضي ويستمر حتى 25 منه، يوم تكمل الثورة عامها الثاني، معلنين عن نشاطهم الجديد عبر صفحتهم على فايسبوك. وأكد الشباب أنّ «الأسبوع» سيشمل « كل الشوارع المصرية الرئيسية، والأماكن العامة، والمناطق السكنية»، كما خصصوا مساحة لتعليم الناس الطريقة الأبسط للرسم على الجدران، وطالبوا المجموعات المشاركة بتصوير إنجازاتهم لعرضها على صفحة الفايسبوك وحساب تويتر.
على خط موازٍ ومن رحم فنون الشارع أيضاً، أبصر برومو فيلم «عالم ثاني» النور أخيراً. العمل الذي أخرجه يوسف المغربي، وأعده وأشرف عليه محمد شريف، يعدّ «أكبر عمل توثيقي مصري مصوّر عن الغرافيتي»، علماً أنه سبق أن صدر كتابان توثيقيان هما «الجدران تهتف ــ غرافيتي الثورة المصرية» (مكتبة الشروق)، و«أرض أرض» للقاصّ شريف عبد المجيد العام الماضي (هيئة الكتاب).
«تعيشوا وترسموا» واحدة من العبارات التي ظهرت على أحد الجدران في الفيلم الجديد الذي يتضمن أيضاً شهادات لفناني غرافيتي يتحدثون عن حقيقة هذا الفن الشعبي، وأسباب اعتراض السلطات المتعاقبة عليه، إضافة إلى خروجه من رحم الثورة، وتعبيره عن أفكارهم الشخصية. إلى جانب هؤلاء، يقف الفيلم عند آراء أساتذة جامعيين وناشطين سياسيين، فضلاً عن احتوائه على مشاهد لرسومات ضخمة من شوارع مختلف المحافظات المصرية.
«الثورة ما تنفعش من غير غرافيتي ورقص وغناء»، يقول الفنان سايكو. وفيما تشرح الأكاديمية المصرية أمل أبو ستة أنّ الشباب يرون فيه «وسيلة بسيطة، وسهلة، وفعالة، تصل إلى الناس في أقل وقت ومجهود ممكنين»، يرى الفنان الشاب مادو من «مجموعة أتلييه الشارع» أنّ الغرافيتي ليس تخريباً «كما يزعمون» بل تجميل وتعبير حقيقي عن الواقع، يعرّف الناس «إلى حقوقهم وواجباتهم». وفي الوقت الذي يشدد فيه الشباب على استمرارهم في الرسم: «كلّما أزالوا غرافيتي، سنخلق 30»، يعلّق رجل مسن على عقوبة الغرامة والسجن التي فرضتها الحكومة على «اللي بيرسم على الحيط» بأن السلطة «عاوزانا ناكل في بعضينا»!

للاطلاع على صفحة النشاط أنقر هنا