لم يكن اختيار اسم هذه الفرقة النشيطة والملتزمة، المنحدرة من مدينة تولوز (جنوب فرنسا)، وليد المصادفة. كلمة «زبدة» ترجمة للكلمة الفرنسية Beurre، لكنّها أيضاً تحيل إلى كلمة «عربي» beur أو أبناء المهاجرين العرب في فرنسا الذين يحضرون في أعمالها.
منذ تأسيسها في عام 1985، وتوقّفها عن العمل عام 2003 وإعادة إحيائها عام 2011، أحرزت الفرقة نجاحات وجوائز عدّة. أصبحت أغنياتها تذاع على محطات مختلفة، سواء داخل فرنسا وخارجها. وفي التسعينيات، نظّمت جولة عالميّة حيث كانت لها محطّات في فرنسا، وإيطاليا وبريطانيا. لقد قامت شهرة هذه المجموعة الملتزمة على أغنيات تضيء على غياب العدالة الاجتماعية والمساواة، والعنصرية ووضع الأقلية وأبناء المهاجرين في ضواحي فرنسا...
سطع نجم الفرقة منذ إصدار ألبومها الثاني «الضجيج والرائحة» عام 1995. جاء الألبوم للتنديد بما جاء في خطاب الرئيس الأسبق جاك شيراك، إذ استعارت الفرقة مقاطع من هذا الخطاب الشهير الذي تحدث فيه عن «ضجيج المهاجرين ورائحتهم في المساكن الشعبية» الموجودة في ضواحي كبريات المدن. وبما أنّ الأعضاء السبعة الحاليين في الفرقة: حكيم ومصطفى أمقران (غناء)، مجيد شرفي (غناء)، فنسنت سوفاج (درامز)، سانشيز ريمي (كيبورد وأوكورديون)، باسكال كابيرو (غيتار) وجويل سورين (باص)، هم من جنسيات مختلفة، وبعضهم من أصول مهاجرة، فقد تنوّعت مواضيع أغنياتهم التي تناولت السياسة، والعدالة الاجتماعيّة، والمهاجرين والأقليّات والتمييز العنصري في فرنسا. أما الموسيقى، فقد اغتنت أيضاً من تنوّع الخلفيات الثقافية لأعضاء المجموعة. مزجت من الريغي والروك والموسيقى التقليدية الفرنسية والمغاربية، إضافة إلى أنها وظّفت آلات موسيقية مختلفة، منها الأكورديون، والباص والدرامز والغيتار وغيرها. مثلاً، فأغنية «انزع القميص» (1999) مستوحاة من الأناشيد والتقاليد الفرنسية الاحتفالية. احتلت هذه الأغنية المرتبة الأولى ضمن أفضل خمسين أغنية على مدى ثلاثة أسابيع متتالية وبقيت ضمن المنافسة ستة وعشرين أسبوعاً على التوالي. في رصيد الفرقة ستة ألبومات، من بينها «حلبة الشائعات»، «الضجيج والرائحة»، «الجولة الثانية»... التزام الفرقة السياسي لا يقتصر على أغنياتها وأعمالها فقط، بل إنّه تخطى ذلك وتحديداً عام 2001. يومها، قررت «زبدة» الانخراط المباشر في اللعبة الديموقراطية، وشكّلت لائحة مستقلة في الانتخابات البلدية في مدينة تولوز. وقد أحدثت مفاجأة كبيرة للمراقبين لأنّها استطاعت استقطاب عدد كبير من أصوات الناخبين المؤيدة لتوجهاتها السياسية والاجتماعية، وحصلت على أكثر من 12٪ من الأصوات في الجولة الأولى.