بعد مرور تسعة أيام على «إزالة الستار» عن توقّعات ميشال حايك للعام 2013، وتحديداً في المقابلة التي أطلّ فيها ليلة رأس السنة على شاشة Mtv، نسي معظم المواطنين ما قاله «العرّاف» عن الهزات الأرضية والبحرية التي ستضرب لبنان والأحداث المخيفة التي سيشهدها «مطار رفيق الحريري الدولي» ومصير الرئيس السوري بشار الأسد والانتخابات النيابية اللبنانية. علق في ذهنهم توقّع واحد هو غلاء العقارات في البترون. لماذا حضرت تلك المدينة تحديداً؟ وما الهدف من تسميتها؟
بالعودة إلى توقع «قارئ المستقبل» عن البترون التي جاءت ضمن سلسلة من التكهنات، فقد قال بالحرف الواحد: «الكبار والصغار بينشغلوا بأحداث البترون باسم حرب (بطرس حرب) وباسيل (جبران باسيل)، وفي المقابل هناك ازدهار العقار، مش أي عقار، كل حجر بالبترون رح تكون قيمته ذهب». لم يكن «النجم التلفزيوني» يعلم أنّ الناس ملّوا التكهّنات التي تتعلّق بالزعماء والفنانين والأوضاع السياسية، وبأنّ جملة واحدة تلفّظ بها (بالطبع لم تكن عفوية) كانت كفيلة بإشعال الحرب ضدّه ودفعت البعض إلى نفض الغبار عن ممتلكات حايك العقارية وعشقه لتكديسها. ولعلّهم تخطّوا ذلك من خلال كشف جانب آخر من شخصيته وهو شراكته المالية مع بعض الشخصيات المهمة. فقد علّل كثيرون سبب ذكر المنجّم للبترون بأنّ الأخير يملك مجمّع «كالاهو» في قرية «جران» السياحية (قضاء البترون) ويديرها بنفسه منذ أكثر من خمس سنوات. وهو يقوم بتلك الخطوة علانية وليست خفيّة على أحد، فهو لا يخفي إعجابه بتلك المنطقة اللبنانية. وقد اعتبر هؤلاء أن حايك فكّر في بيع مشروعه الضخم، فلم يجد طريقة لرفع سعره سوى بالتحدّث عن العقارات في تلك المدينة الساحلية في الإعلام، متبعاً المثل اللبناني القائل: «يا عروس مين غلّاكي... أهلك وبيت حماكي»!
أما الحديث الذي انتشر بين البترونيين أنفسهم وعلى ذمتهم طبعاً، فقد نبع من تحليلات سياسية لأبناء المدينة الساحلية الذين يعرفون حايك عن قرب لأنه يمضي معظم وقته هناك. ومفاد هذه التحليلات أنّ وزير الطاقة جبران باسيل المعروف بغرامه بشراء المنازل البترونية القديمة وإعادة تأهيلها وبيعها بأسعار باهظة، طلب من حايك ذكر البترون كي يُقبل الناس على شراء تلك البيوت التراثية بعدما تدهورت أسعارها بسبب تراجع الطلب عليها. فعل ذلك بحكم أنّ حايك قد توقع العام الماضي بحبوحة اقتصادية في جوانب معينة في لبنان، وبالفعل حصلت. تعدّدت أسباب ذكر العرّاف لتلك المدينة، لكن النتيجة واحدة وهي أنّ أهل البترون زادت ثقتهم بأنفسهم بعد أقاويل المنجّم، وكسبت المدينة شهرة خصوصاً لدى بعض الخليجيين الذين أقبلوا على شراء أراضٍ في لبنان.
من جهته، يفضّل ميشال حايك عدم الدخول في خلفيات توقعاته الأخيرة بحسب ما يقول لـ«الأخبار». يعتبر أنّه «يقول كلمته ويمضي من دون تعليل» ويترك التعليقات والتحليلات للآخرين. لكنه يؤكد أنّ ما قاله عن البترون كان مجرد توقع يراه حقيقة في المستقبل فحسب، ولا تقف خلفه قضية اجتماعية أو عملية سمسرة تجارية أحبّ هو الدخول فيها كما قال عنه البعض. لا يشعر حايك بالانزعاج من تلك الأقاويل، بل يدافع عن نفسه بالقول إن مجمع «كالاهو» الذي يملكه في البترون هو حديث الولادة ومبناه عصريّ وليس تحفة تراثية، بينما ما ذكره في توقعاته يركّز على أهمية وارتفاع سعر الحجر القديم في المدينة البحرية أي الأبنية التاريخية. ويعلّل «نوستراداموس العصر» كما يحبّ أن يعرّف عنه، بالقول «لو أردت رفع سعر الأراضي عبر التوقعات الفلكية، لذكرت قضاء المتن بتراثه وعقاراته الضخمة بدل البترون، لأنني أملك مشاريع تجارية في تلك المدينة أيضاً، وبالتالي ضربت عصفورين بحجر واحد». يعتبر حايك أنه فُهم خطأً بعد توقعه عن العقارات في البترون. كان يهدف إلى القول لأهل المدينة ألا يبيعوا عقاراتهم، بل يحافظوا عليها، لأنها بحسب تعبيره «غالية الثمن وربما ستكون في العام 2013 أغلى من الذهب بحدّ ذاته». يتّكل حايك على مقولة يردّدها دائماً عندما يبرّر توقعاته قائلاً «لا أخترع الأحداث، بل أراها فحسب». ما يتفق عليه الجميع هو أن توقعات المنجّم لم تكن عبثية، أو صادرة عن شخص لا ناقة له ولا جمل في العقارات، أو قالها من دون أن يدرك معناها. هم يرون أنّ سبباً ما يقف وراءها، فبين حبّه لشراء العقارات الذي لا ينكره المنجّم، و«رؤيته» الفلكية «صراع» يعيشه حايك، فهل أوقعه لسانه في شرّ أفكاره؟



الجريمة و«العقاب»

شهدت سهرة رأس السنة حرباً من نوع آخر. أطلّ على الشاشات اللبنانية المنجمون دفعة واحدة يبشّرون بسنة تغلب عليها الأحداث المأسوية والمواقف المحزنة. وبينما وزّع ميشال حايك رؤيته يميناً وشمالاً، فقد توقع سيناريوهات في الطريق الجديدة تترك آثارها على المشهد. كما توقع أن يتحوّل الإعلامي مارسيل غانم (الصورة) إلى حديث الناس، إضافة إلى بعض الأحداث الغريبة كـ«مشهد عريّ تعبيري». كذلك، حضر النائب عقاب صقر في «رؤيا» حايك الذي رأى «شباك العقاب تطارد النائب عقاب صقر شرقاً وغرباً وهو يطاردها بكل أسلحته فكرياً وجسدياً وحتى في علم النفس»، فيما «تنبأ» أن يعلن نجيب ميقاتي استقالته «بكل شجاعة».