دمشق | كان العدد 2280 من «بلدنا» آخر ما صدر ورقياً عن الصحيفة السوريّة في شباط (فبراير) الفائت. المطبوعة اليومية الخاصة الصادرة عن «المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق» منذ عام 2007 (بعد ستة أشهر تجريبية عام 2006)، توقفت مكتفيةً بالموقع الإلكتروني. الأخبار الجديدة تفيد بعودة الصحيفة قريباً بإصدار ورقي أسبوعي، ريثما تكتمل تحضيرات الانتظام اليومي. رئيس تحرير «بلدنا» الصحافي علي حسون يؤكّد لـ «الأخبار» العودة الورقية، مبيّناً: «دخول المجموعات المسلحة إلى عدرا (شمال شرقي دمشق)، وانقطاع الطريق إلى محيطها حيث تقع مطبعة الجريدة، كانا السبب في توقفها.
آنذاك، طبعنا بضعة أعداد في مطابع لم تكن بالسوية الفنيّة المطلوبة. بعدها، جرّبنا في بيروت، إلا أن الأعداد كانت تصل متأخرةً إلى دمشق. هنا، اتخذت إدارة المجموعة القرار بإيقاف الطبع حتى توافر الظرف المناسب». يضيف حسون عن موعد العودة «نتوقعها في كانون الثاني (يناير) المقبل». مدير الإعلان والعلاقات العامة في المجموعة حيدرة سليمان يقول لـ»الأخبار» بأنّ «عودة النسخة اليومية ستستغرق أسابيع بعد الصدور الأسبوعي، لحين تأمين مستلزمات النقل والطباعة والتوزيع». ولكن، هل سيلمس القارئ اختلافاً في الصحيفة عند طرحها مجدداً في السوق السورية؟ يجيب حسون: «الصدور الأسبوعي يفرض تغييراً بالتأكيد. الأخبار، كما كانت في اليومي، لا يمكن أن تكون نفسها في الأسبوعي. سنلجأ إلى المواد التي تعتمد على التحليل والرأي. والأهم، سنركّز على التحقيقات الاستقصائية.
توقفت في شباط الماضي
بسبب مشاكل في الطباعة


لدينا صحافيون مؤهلون لهذا النوع من التحقيقات العميقة والموثقة. من حيث الشكل سنحافظ على القياس السابق بـ 16 صفحة مبدئياً». ماذا عن كادر الصحيفة؟ هل من تغييرات؟ يجيب حسون: «بالتأكيد سيتم الحفاظ عليه. هذا الكادر بقي وصبر مع جريدته في كل الظروف، هو الأولى بقطف الثمار والانطلاق معها من جديد». إذاً، سيقتصر التوزيع على المناطق «الآمنة»، أيّ الخاضعة لسيطرة الدولة السورية. يوافق حسون، شارحاً: «التوزيع سيكون مبدئياً في دمشق والساحل وحلب لأهميتها الكبيرة، ريثما يأتي الوقت المناسب للانتشار في باقي المحافظات. كذلك ستعود الجريدة إلى مشتركيها الكثر في بيوتهم وأماكن عملهم».
لا يمكن القول إنّ الصحافة السورية شهيرة بالجرأة وحريّة التعبير. مع ذلك، حاولت «بلدنا» خلال فترة تولّي الناقدة والكاتبة ديانا جبور وما بعدها إفساح المجال لأصوات مختلفة ومعارضة. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، سُحب أحد أعدادها من الأسواق بسبب مقال للكاتب بسام جنيد، هاجم فيه حزب «البعث»، متسائلاً: «ماذا بقي من هذا الحزب سوى مجموعة لصوص أتخموا من النهب والسرقة تحت غطاء الوطنية؟». ماذا عن هامش التعبير في الجريدة اليوم؟ يقول حسون: «ستبقى «بلدنا» منبراً لكل السوريين بكل تلوّناتهم. السوريون المؤمنون بوطن سيّد، قوي، حرّ، مستقل ومتنوّع. لن تكون أبداً لأولئك الذين اختاروا تدمير كل ما سبق». حيدرة سليمان يؤكّد بدوره: «المجال مفتوح لكل الآراء، ما عدا انتقاد المؤسسة العسكرية ورأس الدولة». في ظلّ الحرب السورية وانكماش السوق الإعلانية، لا يبدو إصدار صحيفة يومية استثماراً مشجعاً. يقول سليمان «لا نفكّر بحسابات الربح والخسارة الآن. نحاول إغناء الصحافة الورقية التي اقتصرت على عدد قليل من المطبوعات خلال الأزمة. كذلك، نحن متفائلون بتحسّن الواقع الإعلاني مع تقدّم الجيش وعودة الأمان إلى العديد من المناطق».