على باب استديوات mbc في ذوق مصبح (بيروت) أوّل من أمس، حراسة أمنية مشدّدة أشرفت على الحلقة الختامية من «أراب آيدول 3». حرص الأمن على عدم إدخال أيّ علم إلى الاستديو، خصوصاً السوري منعاً لأيّ خلاف محتمل بين الجمهور المنقسم بين معارض وموال للنظام. كأنّ القائمين على الشبكة السعودية عرفوا أن الفوز سيُكتب لحازم شريف، لذلك فضّلوا عدم تعويم صورة المغني الشاب بالسياسة، فمنعوا العلم. تلك الخطوة كانت حساسة بالنسبة إلى المشترك السوري لأنه كان يحلم بتقبيل العلم كما تجري عليه العادة عند أيّ فوز.
لكن فور تتويجه «محبوب العرب»، شدّد شريف على شكر أبناء بلده الذين صوّتوا له بكثافة لنيله اللقب. تلك الخطوة من قناة mbc كادت أن تمرّ بسلام لولا ظهور العلم السعودي الذي حملته المغنية الإماراتية أحلام، فطرحت تساؤلات عدّة: لماذا منع العلم السوري من دخول الاستديو، بينما السعودي ظهر فجأة بين يدي أحلام؟ وهل تصنيف الأشياء بين «السمن والزيت» (كما يقال)، وصلت مواصيله إلى الأعلام أيضاً؟ بالطبع، يبرّر بعض القائمين على mbc خطوة منع العلم السوري بأنها جاءت تفاديّاً لمشاكل قد تحصل بين الجمهور.
فوز شريف ابن مدينة حلب، واجهته مطبّات عدّة، لكنه لقي دعماً قوياً من أبناء بلده الذين أجمعوا على صوته وحضوره. في هذا الإطار، قامت شركة «سيرياتل» السورية للاتصالات بتذكير مشتركيها بضرورة التصويت لشريف، عبر رسالة نصية.
عادت المجموعة عن قرارها بإقصاء اللجنة وطلبت من أحلام الهدوء


وعلى مدار الأسبوع الماضي، بثت الإذاعات السورية أغنيات تشجيعية لشريف محفّزة على دعمه. كما تحضّر شركة الاتصالات لحفلة تكريم تقيمها للفائز فور عودته إلى وطنه. صورة شريف التي تكلّلت بالفرح والحزن معاً، أعادت إلى الذاكرة لحظة تتويج المغني الفلسطيني محمد عساف بلقب «محبوب العرب» العام الماضي. تشير معلومات داخل الشبكة السعودية إلى أنّ نسبة التصويت لعساف هي الأعلى منذ ولادة البرنامج، وقد لا يأتي مشترك يضاهي بشعبيته صورة عساف ونجوميته.
لكنّ المعلومات تلفت إلى أنّ التصويت لحازم كان مفاجئاً أيضاً، خصوصاً خلال الساعات الأخيرة من «أراب آيدول 3»، وهي المرة الأولى التي يلقى فيها مشترك سوري تلك النسبة العالية من التصويت. لكن كما جرت العادة، تحرص mbc على عدم الخوض في مجال الأرقام والكشف عن عدد الأصوات، مكتفية بالقول بأنّها «سريّة للغاية». وللمرة الأولى في «أراب آيدول 3»، تسرّبت إحصاءات (رسم بياني) على مواقع التواصل عن نسبة التصويت تشير إلى فوز الفلسطيني هيثم خلايلة في المرتبة الأولى، ويليه السعودي ماجد المدني وأخيراً شريف. ولكن اتضح لاحقاً أن تلك الإحصائية ليست صحيحة، بل نشرت من أجل رفع التصويت لدى المشاهدين فقط. بدوره، استطاع الفنان الاماراتي حسين الجسمي أن يقلب معادلة الضيوف ويثبت أنه رقم صعب في الفنّ، فسيطر إحساسه بقوّة على الأغنيات التي أدّاها ومنها «بحبك يا لبنان» و«بشرة خير».
وعكس كل التوقعات، عادت mbc عن قرارها بإقصاء اللجنة التي تتألف من نانسي عجرم ووائل كفوري واحلام وحسن الشافعي، عن حضور المؤتمر الصحافي الذي أقيم بعد تتويج الفائز. وقد أجريت اتصالات عدّة قبيل اختتام البرنامج شددت على ضرورة وجود اللجنة في المؤتمر كي لا تُحرج اللجنة بحضور مازن حايك المتحدث الرسمي باسم mbc.
واشترط القائمون على القناة أن تكون إجابات أحلام مسالمة ومتعاونة مع الصحافة. بالفعل، نفذت أحلام تلك التوصية جيداً، وبدت هادئة في لقائها مع الاعلام العربي الحاضر وأجابت بكل تروٍّ على الأسئلة التي طرحت عليها. بدورهم، أجمع أعضاء اللجنة على أنّ فوز شريف أثلج قلوب السوريين في ظلّ الموت الذي يشهده بلدهم. ليس اللقب مهمّاً في رحلة شريف، بل الأهمّ هو ما إذا كان سيمشي على درب الفنّ ويقدّم أعمالاً ناجحة، أم يكون مصيره مشابهاً لمصير زملائه الذين لمع اسمهم فترة ومن ثم اختفى؟