ومنذ مطلع الثمانينيات أيضاً، تولى عبد الرؤوف الباسطي ـ آخر وزراء الثقافة في عهد بن علي ــ الأمانة العامة للاتحاد بعدما كان مديراً للتلفزيون التونسي. وبعد حوالى خمس عشرة سنة، غادر الأمانة العامة ليخلفه مرشح تونسي آخر هو عبد الحفيظ الهرقام الذي كان بدوره مديراً عاماً لمؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسية.
وبعد الهرقام، خَلَفه في منصب الأمين العام للاتحاد صلاح معاوي الذي كان رئيساً سابقاً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في تونس. شغل معاوي المنصب لمدة ثماني سنوات، ليتركه رسمياً في مؤتمر الكويت الذي انطلق أول من أمس الأربعاء.
الخسارة أغضبت مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الرسميتينإذ رشحت تونس الإعلامي رشيد خشانة الذي كان أحد مؤسسي وقياديي «التجمع الاشتراكي التقدمي» في منتصف الثمانينيات وتولى رئاسة تحرير جريدته «الموقف» لغاية أيام قليلة بعد ثورة «14 جانفي» 2011. يومها، التحق بقناة «الجزيرة» في الدوحة الى حين عودته قبل أشهر الى تونس ليرشحه الرئيس الموقت منصف المرزوقي لهذا المنصب.
إلا أنّ خشانة لم يحصل على المنصب لأنّه لم يسبق أن أدار مؤسسات إعلامية كبيرة في المجال السمعي البصري. وقد علمت «الأخبار» أنّ عدداً من الدبلوماسيين التونسيين نصحوا الرئيس الموقت بضرورة ترشيح اسم آخر ذي خبرة في هذا المجال. لكن المرزوقي رفض ذلك وتمسك بمرشحه الذي جمعته به أيام النضال ضد النظام السابق، لتخسر تونس موقعاً آخر احتفظت به لسنوات بعدما خسرت قيادة مؤسسة أخرى تابعة للجامعة العربية عام 2012 وهي الـ «الكسو» (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).
أصرّ المرزوقي وقتها على ترشيح عبد اللطيف عبيد من «حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» بدافع الخلفية نفسها، فخسرت تونس الموقع الذي احتفظت به طيلة خمسة عشر عاماً. خسارة تونس لمنصب الأمين العام لـ «اتحاد إذاعات الدول العربية» أثار غضب الأسرة الإعلامية وخصوصاً في مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الرسميتين وفي الإذاعات الخاصة أيضاً.