برغم حالة الانسجام الكبيرة في سلسلة «باب الحارة» لناحية تكريس المفاهيم الرجعية، يعد العمل بمثابة صيد ثمين يتصارع على كسبه كل من يطمح إلى الشهرة الواسعة، أو الربح الوفير، وخصوصاً أنه لم يتمكّن أي مسلسل شامي من منافسة الجماهيرية التي حققتها أساطير «حارة الضبع». هكذا، أُنجزت من المسلسل الشامي سبعة أجزاء (يعرض الجزء السابع في رمضان 2015 على قناة mbc)، وظلّ يتصدّر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، بعدما حقّق نجومية لعدد من الممثلين، قبل أن يفتح الباب لكمّ هائل من مسلسلات البيئة الشامية، التي صارت سلاحاً فعّالاً في مواجهة أي مقاطعة محتملة للدراما السورية.
وبرغم هزلية الشخصيات وتناقض الأحداث في «باب الحارة 6»، وظهور «قبضايات» العمل كمنظّرين سياسيين يهللون فجأة للمصالحات السلمية، ويحاولون خدمة السلطة بدافع الوطنية، لم يملّ الجمهور اللعبة، بل إنه ينتظر أحداث الجزء السابع! لكن المشاهد فوجئ أوّل من أمس بخبر يقلب كل الموازين، عندما أعلن مروان قاووق صاحب فكرة «باب الحارة» (وكاتب الأجزاء الثلاثة الأولى منه) نيّته كتابة ثلاثة أجزاء إضافية هي 8 و 9 و 10.
وقد سبق للمخرج بسام الملا أن دفع لقاووق ثمن الفكرة مقابل تنازله عنها، واستقدم كتّاباً أنجزوا من العمل أجزاءه الأخيرة، لكن قاووق أعلن نيّته استعادة فكرته،
أعلن سحب «باب الحارة» من الملا وتولّي كتابة الأجزاء الجديدة


فدعم خبَره بصورة مع المنتج السوري محمد قبنض، وهما يحملان ورقة عقد الاتفاق الذي أبرماه. وفي اتصال محمد قبنض بـ«الأخبار»، أكّد أنه ينوي فعلاً إنجاز ثلاثة أجزاء من «باب الحارة»، وأضاف «لن نبدأ هذا العام تصوير العمل الجديد حتى ينتهي عرض الجزء السابع. لقد أطلَعنا صاحب الفكرة وكاتب الأجزاء الأولى على وثائق تُثبت إمكانية استثمار فكرته مجدداً، على أمل أن نتمكّن من إعادة الجماهيرية إلى العمل».
وعن المخرج الذي سيقود المسلسل، يُفيد منتج «لعنة الطين» بأنّه «لم يحسم خياره بعد، ولن يُتّفق مع أحد حتى الانتهاء من إنجاز المسلسل». بدوره يؤكد مروان قاووق لـ «الأخبار» صحة المعلومة، ويتمنى الالتزام الدقيق بما أوردته المواقع الإلكترونية.
ويضيف «قدمت تنازلاً عن الفكرة لحين الانتهاء من الجزء السابع فقط، وذلك موثق عند كاتب العدل، وبعدها تسحب الفكرة من شركة «ميسلون» (بسام الملا) وتعود إلي، ومن حقي استثمارها مجدداً مع شركة «قبنض»، وسأباشر خلال أيام قليلة الكتابة». لكن من أين ستبدأ القصة الجديدة في جزئها الثامن؟ أليس منطقياً انتظار عرض الجزء السابع والانطلاق من حيث تنتهي؟
يجزم قاووق: «هذه مهنتي، وأعرف كيف أتصرّف بنصّي، وخصوصاً أنني صاحب الفكرة الأصلية. الأكيد أنني سأُعيد إلى المسلسل أصالته، وسأخلّصه من التفاهات التي سيطرت عليه منذ أن توقفت عن كتابته، أي بعد الجزء الثالث».
لا يمكن الحكم على جديّة المشروع منذ الآن، أو على نيّة نجوم المسلسل المشاركة إذا أُنجز منه جزء ثامن بمعايير غريبة تحدث للمرة الأولى، لكن الشيء الثابت الوحيد أن «باب الحارة» صفحة مظلمة في تاريخ الدراما السورية!