أعلنت فرقة «حرقة كرت» الأردنية أخيراً أنها ستزور الأراضي المحتلة الشهر المقبل (محطات في حيفا، والجولان، وعكا) ورافق الإعلان سؤال من الفرقة على صفحتها على الفايسبوك: «فكركم لو زرنا عكّا شو رح يصير»؟ هذا الإعلان أثار ضجةً في الوسط الفلسطيني، أعقبه رفض شعبي ودعوات إلى المقاطعة في الداخل الفلسطيني وخارجه. ليست هذه الحفلة الأولى لفرقة أردنية في الداخل المحتل. العام الفائت، زارت فرقة «أوتوستراد» أراضي فلسطين 1948 وواجهت تظاهرات أمام القاعة التي أقيم فيها الاحتفال لثني الجمهور عن المشاركة، في ما اعتبر خرقاً واضحاً لمفهوم مقاطعة الاحتلال.
تحاول «حرقة كرت» أن تقدّم زيارتها على أنّها نوعٌ من التفاعل مع الجمهور داخل فلسطين المحتلة، أو ما يسمّى جمهور فلسطينيي الـ48، مؤكدةً مراراً أنّها لم تدخل بدعوةٍ من مؤسسة صهيونية لإقامة الحفلات،
زيارة تتزامن مع حملة ضد
صفقة الغاز الأردنية الإسرئيلية


بل من فلسطينيين فقط. لكن هناك أسئلة لم تجب الفرقة عنها حتى اللحظة: هل ستدخل الدولة العبرية بتأشيرة أو ختم على جواز السفر؟
ألا يعتبر دخول الفرقة نوعاً من التطبيع الثقافي وتجميلاً لصورة الدولة العبرية على أنّها «ديموقراطية» بحيث إنها تسمح بدخول فرق عربية معترضة على وجودها كدولة؟ ثم يأتي أخيراً التوقيت الخاص بالزيارة في خضم معارك حقيقية بشأن اتفاقية الغاز الأردنية - الصهيونية.
وكان الناشط الفلسطيني خليل غرّة قد أعلن على صفحته على الفايسبوك أنه ضدّ زيارة الفرقة، وقال لـ»الأخبار» «لا أعتقد أن حركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ»إسرائيل» ستواجه فرقة أوقح من «حرقة كرت»». وتتزامن حفلات الفرقة ــ وفق غرة ــ مع أنشطة تقيمها جمعيات أردنية ضد «التطبيع» بكل أشكاله، وضدّ صفقة الغاز التي ينوي الأردن توقيعها مع الاحتلال.
وأكّد الناشط الفلسطيني أنَّ الفرقة تتجاهل ذلك بكل وقاحة، «هي تتجاهل انضمام أكثر من 60 مؤسسة وجمعية شعبية أردنية إلى الحملة الممتدّة لأكثر من شهرين وتُطالب الأردن برفض صفقة تصدير الغاز الطبيعي من الكيان الصهيوني». ويشير غرّة إلى أنَّ «حرقة كرت» تدرك تماماً ما تفعله وهذا هو العار بحد ذاته، معتبراً أن «الوقاحة أن تكون الفرقة تعي حجم الرفض الشعبي للتطبيع، لكنها تذهب وتنظّم حفلة في الأرض المحتلة في هذه التواريخ التي ينشغل فيها نشطاء المقاطعة في الأردن ضدّ الصفقة كي لا يعارض أحد الحفلة».