كعادتها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، تقيم «جمعية ممارسي النفسعلاج والاستشارات النفسية» حلقتها السادسة عشرة هذه السنة في «قصر الأونيسكو». موعد ثابت مع حلقة دراسية تطبيقية تختار في كل دورة محوراً مرتبطاً بالمنظومة التي يحيا داخلها الفرد. تحت عنوان «العمران والتكنولوجيا في الأزمنة المعاصرة وجع أو رفاه؟»، اختار المنظمون هذه السنة موضوعَي العمران والتكنولوجيا ضمن ندوة تجمع علم النفس بتفرعاته مع المؤسسات المعنية من مهندسين وأطباء ويحتضنها «الأونيسكو» اليوم وغداً (س: 9:30 حتى 14:30).
وفق منسق الندوة الأكاديمي عباس مكي، فإن اختيار المحاور يتمّ بناءً على حالات الأفراد في العيادات النفسية، أي ضمن محصلة «تفاعلات الأفراد» مع محيطهم. العنصر الأساس في هذه الندوة هو الفرد الذي «يُسخّر له في هذه الحياة كل شيء»، وهو الحلقة الأساسية التي تدور ضمن المجموعة. وهذا ما يتجه علم النفس الحديث الى دراسته والاهتمام به وفق مكي.
محورا التكنولوجيا والعمران سيتفرعان إلى 4 محاور أساسية أخرى، ومنها يغوص المتحدثون المختصون في تفاصيلها وشرحها. الحديث عن عزلة الفرد عن الآخر وعن محيطه القريب والبعيد يستدعي إشكالية مباشرة يشرحها مكي بين الحاجة إلى هذه الوسائل التكنولوجية لتسهيل نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وبين انعزاله أكثر كفرد في هذا العالم. وهنا يظهر الاطراد في الحالات التي تعالج في العيادات النفسية، التي دخل معظمها في حالات إدمان على التكنولوجيا.
يشبه الشأن العمراني بنتائجه، التكنولوجيا إلى حد ما. في الأساس، ولد العمران ليؤمن راحة الفرد. لكن العمران في الأزمنة الحالية عزز نظام العزلة عبر البناء الذي اتجه نحو الأبراج و«البلوكات»، ملغياً المساحة التفاعلية مع الآخر. من العمران إلى علم النفس السياسي، ستكون مداخلة للزميل نقولا ناصيف حول إيصال المعلومات وطرق الإقناع. بطبيعة الحال، هذه الحلقة الدراسية التطبيقية ستوزع خلاصاتها على المؤسسات المختلفة التي تعمل على إعادة تأهيل الأفراد كما ستدخل ضمن حيز احتياجات العلاج النفسي في العيادات.

«العمران والتكنولوجيا في الأزمنة المعاصرة وجع أم رفاه؟»: اليوم وغداً ــ س: 9:30 حتى 14:30 ـــ «قصر الأونيسكو» (بيروت). للاستعلام: 862532/03