بيت لحم | منذ رحيله إلى فرنسا للاستقرار فيها عام 2001، قدم نورس شلهوب (1974) مشاركات فنية دولية عدّة، كان آخرها مشروعه «قطعة من جدار لك حبيبتي» الذي تحتضنه «غاليري دي آرتي للفنون المعاصرة» في بولونيا الإيطالية حتى 20 تشرين الثاني (نوفمبر).
يعدّ «قطعة من جدار لك حبيبتي» خلاصة مشوار الفنان الفلسطيني الذي اتسم بتنوّع الوسائط كالفيديو آرت، والرسم، والتركيب والديجيتال، واشتمل على 13 عملاً من فوارغ الرصاص مع شمع النحل، ومجسم لحارسة الزيتون... يناقش المعرض الأبعاد النفسية التي خلّفها الجدار، والفصل العنصري الذي يُكرَّس بين الفلسطيني والفلسطيني بسبب الاحتلال. سواتر اسمنتية لجدران مرتفعة، وحواجز تخفي خلفها تفاصيل حياة، لكن رمزية الجدار البشعة تخفي أسراراً كثيرة. من هنا، حاول شلهوب الكشف عما وراء الجدار في فيديو «القدس قبل الصلاة» (38 د) الذي يعكس صورةً للمستقبل. لقد بنى جداراً من الشمع في حالة ذوبان مستمر، كاشفاً من خلفه القدس بالصورة الأشهر عنها أي المسجد الأقصى وجبل الزيتون. ومن بين الأعمال التي يقدمها شلهوب 7 قطع من الجدار كصناديق من الاسمنت تحملها 7 أسلاك شائكة، في إحالة إلى الهدية. لكنها ليست تلك التي نعرفها ونحبها، بل الهدية الصادمة نفسياً وإنسانياً.
وعبر عمله التركيبي، ينقل إلينا الفنان صورة تدمج بين الواقع والحلم، وعلّق نورس عليها كاتباً «بهذا العمل حاولت الربط بين مفهوم الصورة النمطية التي نحملها في أذهاننا عن شكل الهدية، وبين ما عبرت عنه من شكل الهدايا في فلسطين».
ولعل في هذه الفكرة دعوة إلى استعمال الجدار كهدايا مغلّفة لتندثر بعد وقت، وتصبح من الذكريات السيئة للشعب الفلسطيني كجدار برلين. في أعمال نورس شلهوب شعلة من الأمل، تدفعنا إلى إعادة اكتشاف ما خلف الجدار الذي يشكل عائقاً بصرياً مستمراً من جهة، والحفاظ على الصورة التي تشكلت في وعي الإنسان الفلسطيني في ما مضى من جهة أخرى. وهي صورة تحمل نوعاً من الإصرار والثبات بأن القدس وحيفا وعكا هي مدن فلسطينية وستبقى، وسيزول الاحتلال وتعود الأمور إلى طبيعتها.
التنوع الذي يقدمه الفنان في مشروعه «قطعة من جدار لك حبيبتي» يعكس زخم الفكرة لديه، فيما يتنقل بنا في أرجاء معرضه بين أساليب عدة تلامس في أثرها البعد الواقعي عن القضية، وتحمل فكراً ساخراً عبر الهدايا التي يقدمها لحبيبته. ومن هي حبيبته؟ امرأة أم فلسطين؟



«قطعة من جدار لك حبيبتي»: حتى 20 تشرين الثاني (نوفمبر) ــــ «غاليري دي آرتي للفنون المعاصرة» OltreDimore) (Galleria d›art contemporanea (بولونيا ـــ إيطاليا).