غزة | الأجواء الدافئة التي خلقها معرض «عنقاء الرماد» جاءت أولاً من حضور روّاد غزّة في التنمية ونشر الوعي المجتمعي مثل المعلّم والشاعر عمر خليل عمر، وصاحب الكتاب النقدي»أنابيش» توفيق أبو شومر، والفنان والمعلّم محمد الغف وغيرهم. بطبيعة الحال كان وجه حيدر عبد الشافي حاضراً من خلال صوره الموزّعة في أرجاء «جمعية الهلال الأحمر» في غزة التي أسّسها عبد الشافي عام 1972.
احتضن قاعة الجمعية المعرض الأوّل الذي تُطلقه بعد انشغال طويل بمهماتها الانسانية في تقديم الاغاثة الطبيّة خلال العدوان على غزة وما بعده، يُقدّم تجارب خمسة أجيال من الفنانين الفلسطينيين جمعت بين النحت والتشكيل والأعمال التركيبية. مثلّت المنحوتة المعدنية «عنقاء الرماد» لفايز السرساوي (1961) معاني تحدّي الفناء كما تروي أسطورة طائر العنقاء التي تُمثّل في عمقها الشخصية الفلسطينية! التحدّي ذاته جسدّه الفنان إياد الصبّاح (1976) من خلال أعمال تُمثّل حالة الصراع التي تعيشها المرأة الغزيّة بين حقوقها وحريتها وقيمها واحتياجاتها كباقي النساء في العالم.
أعمال إياد الصبّاح تُمثّل حالة الصراع التي تعيشها المرأة الغزيّة
هنا قدّم الصباح لوحات لسيدات غزيّات، تعبّر عن براعة الفنان في تصوير أفكار جيله من الشباب. وحضر الفنان فتحي غبن (1947) الذي يشعر المرء بأنّ وجهه وحده منحوتة عتيقة فعلاً، هذا قبل الحديث عن أعماله الواقعية التي تمثل نوادر موروث الفن الفلسطيني. وقد أعيد عرضها خلال هذه الفعالية. وكانت الفنانة التشكيلية تهاني سكيك حاضرة من خلال مقارباتها التشكيلية لأعمال غبن.
أيضاً ضمّ المعرض أعمالاً لفنانين معاصرين مثل محمد مسلّم (1976). كانت الآراء ووجهات النظر تدور حول تطور الأداء والأسلوب لدى الفنانين الشباب بحسب الكاتب موسى أبو كرش، مشيراً إلى حالة من الثورة على التقليدية والمحافظة المجتمعية في أعمال هؤلاء. المعرض الذي يستمر حتى بعد غد السبت، قارب بوسائط متنوّعة لحظات من معاناة الغزيين خلال العدوان الاسرائيل الأخير على القطاع.