أبوظبي | لم يخيّب «ذيب» للأردني ناجي أبو نوّار التوقّعات. خرج من الدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، متوّجاً بجائزة «لجنة النقاد الدوليين» (فيبريسكي) لأفضل فيلم روائي، وحاصداً أيضاً جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة «آفاق جديدة» (تمنح لأصحاب التجارب الأولى والثانية). أما العراقي شوكت أمين كوركي، فقد فاجأ كثيرين بحصوله على جائزة أفضل فيلم من العالم العربي، في «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة» من خلال جديده «ذكريات منقوشة على حجر».

واستحقّ السينمائي اللبناني غسان سلهب جائزة أفضل مخرج عربي في المسابقة نفسها عن فيلمه المميّز «الوادي». وذهبت جائزة أفضل مخرج عربي في مسابقة «آفاق جديدة»، للجزائري الياس سالم عن فيلمه «الوهراني».
ترسيمة الجوائز هذه تشير بوضوح إلى المهمات العسيرة التي كانت تنتظر لجان التحكيم، خصوصاً في المسابقات الرئيسية الثلاث: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة آفاق جديدة (المخصصة للفيلم الروائي الطويل)، ومسابقة الأفلام الوثائقية التي تضمّنت عدداً من الأفلام العربية المتميزة.
وسواء أكان الأمر بصدد الأفلام الروائية الطويلة أم الأفلام الوثائقية الطويلة، فإن المؤشرات غالطت كثيرين مع خروج الروائي الطويل «حمّى» للمغربي هشام عيوش (أحد أهمّ الأفلام المشاركة)، والروائي الطويل «القطّ» للمصري إبراهيم البطوط (أثار جدلاً)، خاليي الوفاض.
خرج شريط «ذيب» للأردني
ناجي أبو نوّار بجائزتين
كما كان مستغرباً اكتفاء الوثائقي الطويل «الأوديسا العراقية» للعراقي سمير جمال الدين، بجائزة «نيتباك» (أفضل فيلم آسيوي)، والوثائقي الطويل «أم غايب» للمصرية نادين صليب، بجائزة النقاد الدوليين (فيبريسكي) لأفضل وثائقي عربي، وخروج الوثائقي الشهير «العودة إلى حمص» للمخرج طلال ديركي بتنويه خاص. لكنّ المفاجأة كانت في فوز الوثائقي الفلسطيني «المطلوبون الـ18» للمخرج الشاب عامر الشوملي بجائزة أفضل وثائقي عربي، وفوز الشابة السورية ياسمين فضة بجائزة أفضل مخرجة من العالم العربي عن فيلمها «ملكات سورية».
السينمائيون الشباب يتقدّمون، وزملاؤهم الكبار يفسحون المجال لهم. ربما هذا هو العنوان المناسب للدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، خصوصاً أنّها شهدت أيضاً منح مجلة «فاراييتي» جائزة «أفضل مخرج من الشرق الأوسط» للأردني الشاب ناجي أبو نوّار من دون أن ننسى أن المخرج عبد الرحمن سيساكو، لم يحظ إلا بتنويه خاص من مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عن فيلمه «تيمبكتو»، بعد مشاركته الرسمية في «مهرجان كان السينمائي»، هذا العام.
أيضاً، يمكن القول بأنّ روسيا استأثرت بالجوائز الكبرى. لقد كرّرت عادتها المأثورة في قطف «جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي طويل» (سبق لروسيا أن نالتها أكثر من مرة)، لتكون مضاعفة هذا العام، أولاً بفوز المخرج أندريه زيفانغنتسيف، بجائزة أفضل فيلم روائي طويل عن «لافاياثان»، وجائزة أفضل ممثل لبطله (ألكسي سيريبرياكوف)، وثانياً لفوز مواطنه ألكسندر سكوت بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، عن فيلمه «تجربة».
وبينما ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مسابقة «آفاق جديدة»، إلى المخرجة الإيطالية أليتشه رورواتشر عن فيلمها «العجائب»، نال الألماني ديتريتش بروغمان جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المسابقة نفسها عن فيلمه «دروب الصليب»، وحصل التركي دوغان إزجه على جائزة أفضل لدوره في فيلم «سيفاش» للمخرج كان موجديجه، وحصلت الكورية الجنوبية يون دا كيونغ على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «في مكانها» للمخرج ألبرت شين. أما على صعيد مسابقة الأفلام القصيرة، فقد توّجت تونس بجائزة أفضل فيلم عربي قصير من خلال «أب» (بو لولاد) للمخرج لطفي عاشور مع أن الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى في هذه المسابقة كأفضل روائي قصير هو «الرجل مع كلب» للمغربي كمال لزرق وتدور أحداثه في المغرب لتبدو في شكل مفارقة، إلا إذا اعتُبر فرنسياً لوجود إنتاج فرنسي فيه. كذلك الأمر بالنسبة إلى جائزة أفضل منتج من العالم العربي التي نالها الإماراتي عبدالله الكعبي عن «كشك» (كوشك) الذي أُنتج وصوِّر في إيران ويتناول حكاية عجوز إيرانية وعابر طريق.
في إطار موازٍ، جرى توزيع جوائز مسابقة «أفلام الإمارات»، لتكون الجائزة الأولى من نصيب الفيلم الروائي القطري القصير «حورية وعين» للسعودية شهد أمين، والجائزة الثانية لفيلم «كشك» (كوشك) للإماراتي عبدالله الكعبي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم التحريك «البنت والوحش» لمحمد فكري، بينما نالت نايلة الخاجة جائزة أفضل فيلم إماراتي عن «الجارة».
وقد ذهبت جائزة أفضل وثائقي قصير لـ «مروان الملاكم» لحسن كياني، ونالت العُمانية مزنة المسافر جائزة أفضل سيناريو عن «تشولو».
وعلى جري عادتها، قدمت الدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي» جائزة «المنجز الإبداعي» (إنجازات العمر)، لكل من المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والمنتج الأميركي إدوارد بريسمان، وهي الجائزة التي يقدّمها المهرجان كل عام لاثنين من صنّاع السينما والمساهمين في تطويرها (عربي وأجنبي) تقديراً لجهودهما.