عبيدٌ / نخّاسون
العبيد ــ العبيدُ العقلاء ــ لا يتباهون إلا بعظمةِ نخّاسيهم.
..
ليتكَ تعرف يامولاي ( يقولُ العبدُ الذكي )، وأنت تدوسُ بقدمكَ على عنقي، كم يُفرحني التَطلُّع في أوجُهِ الناس والقولُ لهم:
أيها الأوغاد الصغار، موتوا بغيظكم !
هذه القدمُ العظيمةُ هي قدمُ مولاي.
..

لأنّ «وقفةَ العزّ» هي كلُّ ما يعني العبيدَ ويُسعِدهم، يجعلون لأنفسهم أسياداً عظماء يتمدّدون تحت أقدامهم بكل فخر, ويُطْلقون أناشيدَ العزّةِ والكرامة.
..
الأحلامُ العظيمةُ للعبيد ليست أنْ يصيروا أحراراً... بل نخّاسين.
..
تحت ثيابِ كلّ عبد، سفّاحٌ لا يعرف الرحمة، وجثةٌ عتيقة لا تكفّ عن الصراخ والتوسّل:
إلهي ! نَجِّني من دناءةِ أحلامي!
..
كيف يمكنه أنْ يصير عبداً صالحاً: ذاك الذي لا يجد، بين أشباهه من العبيد القانطين، مَن يُنَصِّبه رباً على نفسه، ويُمضي ما تبقّى من الحياة في التوسّل إليه... وعبادتِه ؟!
..
لأنك مالكُ حياتي وسيّدُ مصيري (يقول العبد) ها أنا أُشَيِّدُ لكَ المعابدَ وأُنشيء الصلواتِ والأناجيل.
قدّامَ كهنتك أدعو لك بالحياة الأبدية؛ وإذْ أصير وحدي، محتمياً بظلمات نفسي، أتخيّلكَ على هيئةِ معزاةٍ محشوّةٍ بالغبار والقشّ، وأتسلّى بقتلكَ في أحلامي.
..
أنتَ الذي تَقتل وتُجَوِّع؛ أنت الذي قَتلتَ وجَوَّعت؛ أنت الذي خرّبتَ المراعي وأحرقتَ البيادر وجفَّفتَ مياه الينابيع والأحلام...
أنت القادر القوي: إبقَ قادراً وقوياً وحيّاً إلى أبد الآبدين!
لأننا بدون قدرتكَ وقوتك
سنصير جميعاً يتامى... يتامى إلى أبد الآبدين.
4/6/2014