أميمة الخليل (1966) حالة فريدة في الإنتاج الفني اليساري. صوت رافق الأحزان والمحطات العاطفية في مسيرة النضال الشيوعي، من «سلام عليك» و»عصفور» و»طيارة»، و»شوارع بيروت». أغنيات تهتم بالإنسان، والطفل، وفلسطين، والجنوب والشهداء والأمهات.
لم يكن دورها الغنائي وصوتها تعبوياً حماسّياً بقدر ما كان ولا يزال ذلك الصوت الشجي الحنون. لذا، لصوت أميمة ذكرى ومنزلة خاصة مميّزة عند الجمهور اليساري، وخصوصاً أنّ الشعراء الذين غنّت من أبياتهم، يعكسون تلك الحالة العاطفية، كمحمود درويش، طلال حيدر، شوقي بزيع...
مع والدها على العود، بدأت تغني في عمر الثانية عشرة، وانتقلت الى بيروت لتتعلّم الموسيقى وتتعرّف إلى مرسيل خليفة وتنطلق معه في مشوار فنّي نضالي مستمر الى اليوم. سعيدة بمشاركتها في هذا العيد الذي لطالما كان كالكرنفال. تقول لنا «السعادة دائماً موجودة في مهرجان عيد الحزب، أكنت منظماً أو حاضراً أو مؤدياً على خشبة المسرح». تتذكر المحطات الماضية التي شاركت فيها مع مرسيل خليفة في عيد الحزب واحتفالاته كعيده في ملعب الصفا في بيروت عام 1983.

تريد أن تستعيد فرح تلك الأيام من دون الشعور بالإحباط ولا المقارنة بزمن كان أجمل. «ما زال هناك أمل» تقول، قبل أن تضيف: «تغيرت الأيام والظروف، ولكن الناس هم أنفسهم. هناك الفقير والعامل والمظلوم، الفنّ لهؤلاء الناس أيضاً». وتضيف أنه لا تزال هناك حقوق مسلوبة ومقاومة وشهداء، «قدرنا كبشر أن ندافع عن حقوقنا ووجودنا، أنا لديّ أمل، لا أريد أن أستسلم».
لا تريد أن تتكلم عن إحباط يساري، «بالعكس هناك طاقات كبيرة ودم جديد شاب ينبض» حتى على المستوى الفنّي. ترى أن هناك العديد من المحاولات والطاقات الجديدة، لكن ليس لها حاضن كما حصل مع بدايات الفنانين اليساريين، إضافة الى ازدياد الصناعة الموسيقية الخالية من المضمون، والقمع الذي يمارسه الإعلام المرئي على عيون الناس وآذانهم.
لأميمة تجربتها المنفردة الى جانب تجربتها مع مرسيل خليفة. هي ستشارك في مهرجان الحزب مع فرقتها وستستعيد أعمالها مع مرسيل خليفة، وأغانيها الخاصّة التي عملت عليها منفردة، وخصوصاً مع زوجها المؤلف هاني سبليني. وفي مناسبة مرور 90 عاماً على تأسيس الحزب، ستؤدي بعضاً من أعمال ألبومها الأخير «زمن» للمرة الأولى على خشبة المسرح.

أميمة الخليل: 20:30 مساء 31 ت1 (أكتوبر)