لم يخرج خالد العبدالله من عباءة اليسار اللبناني مغنيّاً، رغم ولعه الباكر بالغناء والموسيقى. نشط مع الحزب الشيوعي اللبناني في ريعان شبابه خلال الثمانينيات. افترق عن الحزب، وابتعد عن الحالة التنظيمية من دون الخروج من الحالة الفكرية، لكنه اليوم مهتم أكثر من أي وقت بما سمّاه «الهمّ اليساري». يشارك خالد العبدالله الحزب الشيوعي اللبناني في عيده التسعين بتحية وسؤال: «وينك وينك يا يسار؟» أغنية من كلمات الشاعر محمد سرور، لحّنها العبدالله خصيصاً للمناسبة، يسأل من خلالها عن رفاق المنجل والراية وعن الوردة الحمراء المتوارية.
هو مستاء على المستوى الشخصي من وضع اليسار الـ»مش كويّس» كما وصفه في حديثه إلى «الأخبار»، ومن غيابه في عزّ الحاجة إليه، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، حين بدأ يعود كل لبناني الى طائفته وزاروبه، ومع عودة الانقسام العمودي الحادّ من دون حضور فعّال لليسار العابر للطوائف والجامع للثقافات والحضارات. «كانت الفرصة تاريخية لملء الفراغ الذي تركه الانقسام، لكن التشرذم والانقسام الحاصل في اليسار نفسه أضاعا تلك الفرصة».
بالنسبة إلى خالد، الأغنية الملتزمة جميلة، لحناً وكلاماً. لم ينقطع عن أدائها إن عبر تحيّته باستعادة أغنيات الشيخ إمام مع «صوت الشعب» أو في حفلاته وعبر أغنياته الخاصة التي يكتبها حين يُستفزّ مثل «هالبلد مدري شو سرّه» و»يا بيروت اشهدي».
من أغنياته الخاصة، سيقدم العبدالله «يا ليل تلالا» (كلمات أحمد فؤاد نجم)، و»هالبلد مدري شو سرّه، و»يا بيروت اشهدي». ولا بدّ في هذه المناسبة من تحية جديدة إلى الشيخ إمام مع «البحر بيضحك ليه»، و»نيكسون»، و»ديستان» و»أنا اتوب» وغيرها.
في نهاية الحديث، يجدد خالد أمنيته بأن يعود اليسار الى دوره الفعّال كما كان في السابق «يوم كنّا نقفل المدينة عندما نتحرّك. الوضع اليساري سيئ، وهذا ينعكس على البلد، لأنّ هذا الخط مطلوب اليوم أكثر من أي وقت، وهناك دائماً دم يساري جديد، لكن المهمّ أن يصمد هذا الجيل وأن يستمر». ويضيف إن التجارب الجديدة في الأغنية الملتزمة غير واضحة، كأنها ضائعة تماماً كالحالة اليسارية.

خالد العبدالله: 20:30 مساء 26 ت1 (أكتوبر)