بيت لحم | أمس، افتتح «مركز يبوس الثقافي» مهرجان «فلسطين المصورة» في القدس وبيت لحم ليشمل حوارات مفتوحة مع الجمهور وورش عمل مع فنانين فلسطينيين، إضافة إلى معارض لفن الكوميكس والكاريكاتور.يهدف «فلسطين المصورة» إلى تعزيز دور الفن في مقاربة قضايا ساخنة وناقدة ترتقي بفن التعبير والمواجهة وفتح الحوار مع الجمهور عبر رسوم بسيطة ساخرة تعكس روح المجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وسيصبح المهرجان سنوياً تقيمه «مؤسسة يبوس»، كما أفاد مدير برامجها خالد الغول.
جاءت الفكرة من «زان ستوديو» لترجمة كتب الكوميكس التي نفِّذت عن فلسطين، وجاءت دعوة الفنانين كنوع من التكريم وتطوير المشروع وترجمة نصوصهم وإعادة عرضها في فلسطين، خصوصاً أنّ منظمة التحرير اعتمدت ـ إبان نشأتها ـ هذا الأسلوب بعد انتقال «دار الفكر العربي» من بيروت إلى القاهرة، وأشركت العديد من الفنانين العرب للإسهام بأفكارهم وتجنيد رؤيتهم في استهداف الأطفال وتعريفهم بالقضية الفلسطينية، وبناء النهج المقاوم مستقبلاً وتشكيل الوعي. وقد استعمل «زان ستوديو» بوستر المهرجان لرسومات كوميكس فلسطينية وعربية نشرتها «دار الفكر العربي» كنوع من التكريس لهذا الوعي الغائب بعد تشتت منظمة التحرير الفلسطينية.
تشارك فرقة «بالعكس»
(2011) الشبابية في المهرجان


يتذكر الفنان عامر الشوملي (زان ستوديو) الفنان المصري محيي الدين اللباد وكتابه «عشرة أسئلة من فلسطين» الذي يشرح كيفية صناعة القنابل من حبات البطاطا ووضع بعض المسامير في داخلها، وكذلك زجاجات المولوتوف، وتغيير «الآرمات» التي تعمل على تمويه الجنود الإسرائيليين عند دخولهم القرى والمخيمات الفلسطينية.
ويسعى «فلسطين المصورة» إلى تعريف الجمهور بأهمية هذا الفن ودوره في التغيير عبر مواجهة المجتمع بقضايا قد يجد صعوبة في التعبير عنها. ويُعَدّ هذا المهرجان باباً مهماً لتشجيع المواهب الفنية الشابة للتعبير عن قضاياها بشكل فني يحمل أحلامها وآلامها.
ويشارك في المهرجان الفنانان غي دوليل (١٩٦٦ - كندا)، والبرت دراندوف (فرنسا)، فيما منعت سلطات الاحتلال الفنان ماكسيميليان لو روي (١٩٨٥ – فرنسا) من الدخول بعدما احتجزته في مطار اللد وحققت معه، وسلمته قراراً بعدم دخول فلسطين لمدة عشرة أعوام. ويشارك الفنانان الأجنبيان بمعرضيين فرديين في «مركز يبوس» (القدس)، وساحة المهد (بيت لحم)، و«مركز لاجئ» (مخيم عايدة)، وسيقيمان ورشاً مختلفة ومفتوحة مع الفنانين الفلسطينيين، ومع الهواة حول تقنيات الرسم وتاريخه، وقراءة عن أعمالهما الفنية وخبراتهما، وتجربتهما أيضاً في فلسطين، خصوصاً أنّهما زارا فلسطين ورسما عنها الكثير من المشاهد والقصص التي حصل بعضها على جوائز. ويتخلل المهرجان عرض ستين عملاً للفنانين الفلسطينيين المشاركين في القدس وبيت لحم، هم: بهاء الدين البخاري، أسامة نزال، عامر الشوملي، باسل نصر، خليل أبو عرفة، محمد سباعنة، سمير حرب، ويارا بامية.
وتشارك في المهرجان فرقة «بالعكس» (2011) الشبابية التي تتنوع أعمالها بين الساخرة والناقدة مثل أغنية «رام الله» والجدية مثل أغنية «صبية»، وإحياء الموسيقى الكلاسيكية في قالب معاصر مثل أغنية «بلاش تبوسني». وتضم الفرقة كرمل الغول (غناء)، خليل ترجمان (باص)، خليل أبو عين (درامز)، كمال حبش (غيتار)، غسان صوالحي (عود)، فارس شوملي (فلوت وميلودي). يختتم المهرجان بعد غد الأحد بعرض فيديو في ساحة المهد.